106

Al-Tafsir Al-Wasit - The Research Complex

التفسير الوسيط - مجمع البحوث

Publisher

الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

(١٣٩٣ هـ = ١٩٧٣ م) - (١٤١٤ هـ = ١٩٩٣ م)

Genres

والمعنى على الرأْي الثاني: واذ قلتم- جهرة وعلانية غير مبالين- يا موسى، لن نؤْمن من أجل قولك، حتى نرى الله بأَعيننا. ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ﴾: استولت عليكم وأهلكتكم، لفرط عنادكم وطلبكم المستحيل. والصاعقة: الموت، أو نار سفطت عليهم من السماء. ﴿وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾: أي تنظرون اليها، وهي نصيبكم وتباشر اهلاككم. ٥٦ - ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ...﴾ الآية. ﴿مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ﴾ بالصاعقة، وكان ذلك بدعاءَ موسى ﵇، ومناشدته ربه بعد أن أفاق. والموت هنا، ظاهر في مفارفة الررح الجسد بقرينة ذكر البعث معه. وقال بعض العلماءَ: كان موتهم غشيانا رهمودا، لا موتا حقيقيا. كما فى قوله تعالى: ﴿... وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ (١) ...﴾. والمراد من البعث على هذا، إعادة النشاط والصحو لهم. وقال آخر: موتهم؛ هوجهلهم الذي كانوا فيه. وبعثهم: تعلمهم أحكام التوراة؛ ومن هذا المعنى قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ...﴾ (٢) وقول الشاعر: وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى ... يُظَنُّ من الأحياء وهو عديم ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾: أي لكي تشكروا نعمته تعالى ببعثكم بعد الموت، أو جميع نعمه بعد ما كفرتموها. والمراد من شكرهم- له تعالى: ما يعم قيامهم بما كلفوا به، وتركهم لما نهوا عنه قبل موتهم بالصاعقة، فإن الله- بعد موتهم- بعئهم لييشكروه تعالى: بالعمل بما شرعه لهم قبل صعقهم، حتى تغفر لهم جرائمهم. فلفظ الشكر: يتناول جميع الطاعات، لقوله تعالى: ﴿... اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكرًا ...﴾ (٣).

(١) إبراهيم - من الآية: ١٧ (٢) الأنعام - من الآية: ١٢٢ (٣) سبأ- من الآية:١٣

1 / 108