Al-Shāfiʿī ḥayātuh wa-ʿaṣruhu – ārāʾuhu wa-fiqhuhu
الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Publisher
دار الفكر العربي
Edition
الثانية
Publication Year
1398 AH
Your recent searches will show up here
Al-Shāfiʿī ḥayātuh wa-ʿaṣruhu – ārāʾuhu wa-fiqhuhu
Muḥammad Abū Zahraالشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه
Publisher
دار الفكر العربي
Edition
الثانية
Publication Year
1398 AH
أخذ العلم يدون، وأخذت العلوم تتميز، وصار لكل علم علماء قد اختصوا به يتفننون فيه، ويضبطون قواعده، فالخليل بن أحمد يضبط بحور الشعر بوضع علم العروض، وعلماء اللغة يضعون الضوابط لعلم النحو والصرف، وهكذا... كذلك الفقه والحديث قد أخذ الفقهاء والمحدثون في تدوينها في آخر العصر الأموي وهذا العصر، فقد كان فقهاء المدينة يجمعون فتاوى عبد الله بن عمر، وعائشة، وابن عباس، ومن جاء بعدهم من كبار التابعين في المدينة وينظرون فيها، ويستنبطون منها، ويفرعون عليها، كما كان العراقيون يجمعون فتاوى عبد الله بن مسعود، وقضايا علي، وفتاواه، وقضايا شريح وغيره من قضاة الكوفة، ثم يستخرجون منها ويستنبطون، فلما جاء العصر العباسي، اتسعت آفاق التدوين في الحديث مرتباً ترتيباً فقهياً، ولم يكن الأمر مقصوراً على هؤلاء الفقهاء والمحدثين، فقد بينا أن فقهاء الشيعة قد أخذوا يدونون آراءهم.
وقد كتب الإمام أبو يوسف كتاب الخراج، وكتاب الخلاف بين أبي حنيفة وابن أبي ليلى، والرد على سير الأوزاعي، ودون محمد بن الحسن فقه أبي حنيفة وأصحابه وهكذا. ولقد ذكر ابن النديم في الفهرس، كتباً كثيرة منسوبة إلى أبي حنيفة وأصحابه. وإذا كان الفقه قد دون في عصر الشافعي فقد وجد فقه من سبقوه، ومن عاصره مدوناً مقرراً، فسمع بعضه على من كتبه، وقرأ الآخر مما لم يتيسر له سماعه على صاحبه، فكانت المادة الفقهية بين يديه ناضجة غير فجة، فلابد أن يستسيغها، وأن يهضمها، وأن يأتي منها بشيء جديد يتناسب مع مواهبه وثقافته، فكان مذهبه، ثم كانت أصوله.
٣٧ - ولقد اتسعت رقعة الدول الإسلامية، فهي من الأندلس غرباً إلى الممالك التي تصاقب الصين شرقاً.
ولقد كثرت فيها الحواضر الإسلامية ، والمدائن التي كانت تتخذ لها
56