19

Al-iʿlām bi-ḥudūd qawāʿid al-Islām

الإعلام بحدود قواعد الإسلام

Editor

محمد صديق المنشاوى

Publisher

دار الفضيلة

Edition

الأولى

Publisher Location

القاهرة

وأربعين وخمسمائة فتلاشتْ حاله، ولحق بِمَرّاكُش (١)، مشرداً به عن وطنه (٢).

وبالجملة فإنه كان عَدِيمِ النَّظِير، حسنةً من حسنات الأيَّامِ شَدِيد التَّعَصُّب للسُّنة والتَّمَسُّك بها حتى أَمَرَ بإحراق كُتُب الغزالى (٣) لأمرٍ توهمه منها، وما أحسن قول من قال فيه:

ظَلَمُوا عِيَاضاً وَهُوَ يَحْلُمُ عنهمُ وَالظُّلْمُ بَيْنَ العَالَمِين قَدِيمُ

جَعَلُوا مَكَانَ الرَّاء عيناً فى اسمه كَيْ يَكْتمُوه وَإِنَّهُ مَعْلُومُ
لَوْلَاهِ مَا فَاحَتْ أَبَّاطِحُ سَجْتَةٍ وَالنَّبْتُ حَوْلَ خبّائها مَعْدُومُ (٤)

وَفَاتُهُ:

ظلّ (رحمه الله) فى غُربته عن بلده ومَسقط رأسه حتى قَضَى نحبه فى ليلة الجمعة نصف اللَّيلة التَّاسِعَة من جمادى الآخرة، ودُفِنَ بمَراكش، وقيل: برمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة (٥)، فرحم الله الشيخ وأَسْكَنَهُ الفِرْدَوْسِ الأَعْلَى.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ:

قال ابن خَلِّكان: هو إمام الحديث فى وقته وأَعْرَف النَّاسِ بِعُلُومِهِ وبالنحو واللُّغة وكلام العرب وأيَّامهم وأنسابهم (٦).

قال ابن بَشْكُوال: هو من أهل العِلْم والتفنن والذكاء والفهم، استقصى بسبتة مدَّة طويلة حمدت سيرته فيها (٧).

(١) أعظم مدينة بالمغرب، وأجلها، وبها سرير الملوك، وانظر معجم البلدان (١١١/٥).

(٢) انظر: الديباج (٢٦٨).

(٣) هو: محمد بن محمد بن محمد أحمد الطوسى الإمام الجليل، أبو حامد، الغزالى، توفى سنة ٥٠٥ هـ، وانظر البداية والنهاية (١٧٣/١٢)، وشذرات الذهب (١٠/٤)، والكامل (١٧٣/١٠)، واللباب (١٧٠/٢).

(٤) انظر: شذرات الذهب (١٣٨/٤).

(٥) انظر: تذكرة الحفاظ (١٣٠٦/٤).

(٦)، (٧) انظر: تذكرة الحفاظ (١٣٠٤).

19