الاشتمال بالقوّة القريبة من الفعل ، لا الاشتمال بالفعل(١).
والمراد بالجزئيات الجزئيات التي لها زيادة تعلّق بتلك القضيّة ، بأن يتوقّف صدق القضية على وجود تلك الجزئيات ، وهي جزئيات موضوع الموجبة الحملية
(٢).
وفسّر الإنطباق بالحمل أيضًا ، أي حمل المفهوم الكلّي على الأفراد ، والمراد بالجزئيات أفراد ذلك المفهوم الكلّي ، الذي هو موضوع القاعدة(٣).
وتوضيح ذلك : أنه إذا قيل : المشقّة تجلب التيسير ، فللمشقة مفهوم هو أمر كلّي له أفراد في الخارج ، كتجنب طين الشوارع ، أوذرق الطيور ، أودم البراغيث ، ولاخفاء في صحة حمل المفهوم الكلّي عليها ، فيقال تجنّب طين الشوارع مشقة ، وتجنّب ذرق الطيور مشقة ، وتجنب دم البراغيث مشقّة . وبانطباق الأمر الكلّي على هذه الأفراد ، تعرف أحكامها ، وهي أنّها تجلب التيسير.
٥ - وقال السيد الشريف الجرجاني (ت٨١٦هـ)(٤):
القاعدة : هي قضية كليّة منطبقة على جميع جزئياتها(٥).
(١) المصدر السابق .
(٢) ((حاشية العطار على شرح التهذيب)) في الموضع السابق.
(٣) المصدر السابق .
(٤) هو علي بن محمد بن علي الجرجاني الحسيني الحنفي ، ويعرف بالسيد الشريف . ولد بجرجان وإليها نسب ، شارك في علوم كثيرة ، ولا سيما الفلسفية والعربية والأصولية ، وبرع فيها حتى قالوا عنه : إنّه علامة دهره ، وعالم بلاد الشرق . توفي في شيراز سنة (٨١٦هـ).
من مؤلفاته: (( التعريفات))، و((شرح المواقف))، و((شرح السراجية في الفرائض))، وحواش متعدّدة، وغير ذلك .
راجع في ترجمته: (( مفتاح السعادة)) (١٨٧/١)، و((الأعلام)) (٧/٥)، و((معجم المؤلفين)) (٢١٦/٧) .
(٥) ((التعريفات)) (ص١٤٩).