Al-Nihāya fī sharḥ al-Hidāya
النهاية في شرح الهداية
Publisher
رسائل ماجستير، مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى
Publication Year
1435-1438
Publisher Location
مكة المكرمة
Genres
Ḥanafī Law
وَالْمِيلُ هُوَ الْمُخْتَارُ فِي الْمِقْدَارِ لأنَّهُ يَلْحَقُهُ الْحَرَجُ بِدُخُولِ الْمِصْرِ، وَالْمَاءُ مَعْدُومٌ حَقِيقَةً
-قوله: (والميل (^١) هو المختار [في] (^٢) المقدار).
وعن محمد ﵀: «أنه يجوز التيمم إذا كان الماء على قدر الميلين وهو اختيار الفقيه أبي بكر محمد بن الفضل، وعن الكرخي: إن كان [في] (^٣) موضع يسمع صوت أهل الماء فهو قريب، وإن كان لا يسمع فهو بعيد، وبه أخذ أكثر المشايخ»، كذا في «فتاوى قاضي خان» (^٤).
وقال الحسن بن زياد: «إذا كان الماء أمامه يعتبر ميلين، وإن كان يمنةً أو يسرةً أو خلفه فميل واحد؛ لأن ميلًا للذهاب وميلًا للرجوع فكان ميلين».
وقال زفر-﵀: إذا كان بحيث يصل إلى الماء قبل خروج الوقت لا يجزئه التيمم، [وإن كان لا يصل إلى الماء قبل خروج الوقت يجزئه التيمم، وإن كان الماء قريبًا منه؛ لأن التيمم] (^٥) لضرورة الحاجة إلى أداء الصلاة في الوقت، ولكنا نقول: التفريط جاء من قبله بتأخير الصلاة، وليس له أن يتيمم إذا كان الماء قريبًا منه، كذا في «المبسوط» (^٦)، وفسر ابن شجاع ﵀ الميل بثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع إلى أربعة آلاف ذراع، وفسر الغلوة (^٧) بثلاثمائة ذراع إلى أربعمائة ذراع.
وعن أبي يوسف ﵀: أن الماء إذا [كان] (^٨) [بعيدا] (^٩) بحيث لو ذهب إليه وتوضأ [تذهب القافلة وتغيب] (^١٠) عن بصره فهو بعيد، ويجوز له التيمم، وهذا حسن جدًّا، كذا في «الذخيرة» (^١١).
(^١) الميل: مقياس للطول قدر قَدِيما بأَربعَة آلَاف ذِراع وهو الميل الهاشمي، وهو بري وبحري فالبري يقدر الْآن بما يساوِي (١٦٠٩) من الأمتار، والبحري بما يُسَاوِي (١٨٥٢) من الأمتار، انظر: المعجم الوسيط (١/ ٩٣٠) لفظة (ميل)، ومعجم لغة الفقهاء ص (٤٧٠).
(^٢) في (ب): «من».
(^٣) ساقطة من (ب).
(^٤) انظر: فتاوى قاضي خان (١/ ٥٤) فصل فيما يجوز له التيمم).
(^٥) ساقطة من (ب).
(^٦) المبسوط للسرخسي (١١٥) باب التيمم
(^٧) الغلوة: «مقدار رمية بسهم» وقدرت بثلاثمائة ذراع إلى أربعمائة، الصحاح (٦/ ٢٤٤٨)، لسان العرب (١٥/ ١٣٢) مادة [غلا]، المغرب (٢/ ١١١).
(^٨) في (أ): «كانت» والتصويب من (ب).
(^٩) أضفتها لضرورة السياق.
(^١٠) ما بين المعكوفين في (ب): «فذهبت القافلة وتغيبت».
(^١١) الذخيرة البرهانية -مخطوط-.
1 / 164