142

The End in Explanation of the Guidance

النهاية في شرح الهداية

Publisher

رسائل ماجستير، مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى

Publication Year

1435-1438

Publisher Location

مكة المكرمة

- قوله: (هادين … وداعين) صفتان لأنبياء وعلماء لا حالان (^١) لما أن إيقاع الحال عن النكرة لا يحسن إلا عند تقديمها على ذي الحال، ولأن الحال يقتضي التزلزل والصفة تقتضي التقرر، اللهم [إلا أن يكون الحال] (^٢) مؤكدةً، ولكن ليس هذا موضع المؤكدة (^٣)، فكانت مبالغة المدح في إيقاعها صفة لاقتضائها [اللزوم لم يؤثر من أثر الحديث رواة] (^٤). (وَخَصَّ أَوَائِلَ الْمُسْتَنْبِطِينَ بِالتَّوْفِيق حَتَّى وَضَعُوا مَسَائِلَ مِنْ كُلِّ جَلِيٍّ وَدَقِيقٍ) - قوله: (وخص أوائل المستنبطين) أراد بذلك -والله أعلم- أبا حنيفة وأصحابه ﵃ (^٥)؛ إذ هم الذين شقوا غبار استنباط المسائل ووضعها، وهم الذين تولوا تمهيد قواعد المسائل الشرعية وتبيينها، وهم الملتذون (^٦) بأي عذر استنباط المسائل الفقهية والمُترِصُون (^٧) لأرهاص (^٨) القواعد الدينية، وكل من صنف كتبًا بعدهم أو وضع مسألةً فهو مغترف من بحار علومهم، ومتجرعٌ من [عُمّان] (^٩) أصولهم، وبانٍ على ما أصَّلوه وتالٍ على ما أسسوا، فلهم الدرجة العليا والرتبة القصوى. رزقنا الله شفاعتهم (^١٠) آمين رب العالمين.

(^١) في هامش (ب): قوله: «لا حالان … إلخ» أقول: إن السيد الشريف جوز كونهما حالين باعتبار أن تنوين (رسلًا وأنبياء) للتعظيم فكان الحال من نكرة موصوفة، فليراجع «حاشية الهداية» للسيد قدس الله سره أبو عبدالله. (^٢) في (ب): «إلا أن يقال بكون الحال». (^٣) في حاشية (أ): «لعدم شرطها من وجوب حذف عاملها وكونها مقررة بمضمون جملة اسمية». (^٤) هكذا وردت في النسختين، ولعلها تصحيف من النساخ. (^٥) سبق التعليق على ذلك ص ٩١. (^٦) اللذة: نقيض الألم، المحكم والمحيط الأعظم (١٠/ ٥٠) مادة [ل ذ ذ]. (^٧) في حاشية (أ): «من أترصت الأمر وترصته أي أحكمته وقومته. «صحاح»». انظر: الصحاح (٣/ ١٠٣١) مادة [ت ر ص]. (^٨) أرهص الشيء: أثبته وأسسه، والرهص: بالكسر العرق الأسفل من الحائط، انظر: أساس البلاغة (١/ ٣٩٩) المغرب ص (٢٠٣). (^٩) تصحيف، ولعلها: «عُبابُ»، والعُبابُ: هو الكثرة. انظر: لسان العرب (١/ ٥٧٣)، مادة [ع ب ب]، أو «معين» بمعنى: التمام. انظر: مختار الصحاح (١/ ٤٦٧)، مادة [عين]. (^١٠) هذا من حسن ظنه بهم، والصالحون يشفعون يوم القيامة، كما هو مقرر في معتقد أهل السنة والجماعة. انظر: شرح العقيدة الطحاوية (١/ ٢٩٠)، للإمام علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي المتوفي (٧٩٢ هـ)، تحقيق: د/ عبدالله التركي، وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، لبنان، بيروت، الطبعة الأولى ١٤٠٨ هـ، والتعليقات السنية على العقيدة الواسطية ص (١١٤)، لفيصل بن عبدالعزيز المبارك المتوفى سنة (١٣٧٦ هـ) تحقيق: عبد الإله الشايع، الناشر: دار الصميعي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى ١٤٢٧ هـ.

1 / 11