208

al-naẓariyyāt al-fiqhiyya

النظريات الفقهية

Publisher

دار القلم والدار الشامية

Edition

الأولى

Publication Year

1414 AH

Publisher Location

بيروت

ثم أخذها أبو الحسن الكرخي (٢٦٠ - ٣٤٠ هـ) عن أبي طاهر الدباس، وكان معاصراً له، وزاد عليها، ودوَّنها في رسالة ((الأصول)) التي جمع فيها فروع المذهب الحنفي(١).

وعندما جاء أبو زيد الدبوسي (عبيد الله بن عمر بن عيسى ٤٣٠ هـ) ألف كتابه تأسيس النظر في الأصول، وضمنه القواعد الكلية للفقه، مع الضوابط الفقهية، وأساس الاختلاف بين الأئمة(٢).

وجاء بعد ذلك نجم الدين عمر النسفي (٥٣٧ هـ) وتناول قواعد الكرخي، وذكر الأمثلة والشواهد لكل قاعدة من القواعد، وما تشتمل من الفروع الفقهية، والأحكام المستنبطة على المذهب الحنفي.

وانتقلت هذه القواعد مع شواهدها وأمثلتها من كتاب إلى آخر، حتى جاء إبراهيم بن نجيم المصري (٩٧٠ هـ)، وألف كتابه ((الأشباه والنظائر)) الذي جمع فيه القواعد الكلية، ورتبها، وصنفها، وقسمها، وبين الفروع التي تشتمل عليها، ثم ذكر أصل القاعدة، والمسائل التي تستثنى منها، ورتب كتابه على سبعة فنون: الأول: معرفة القواعد، وهي أصل الفقه في الحقيقة، وبها يرتقي الفقيه إلى درجة الاجتهاد، ولو في الفتوى، والثاني: فن الضوابط، وهو أنفع الأقسام للمدرس والمفتي والقاضي.

وقد صرح في مقدمة الكتاب أنه يريد أن يحاكي كتب الشافعية في القواعد، فقال: ((وإن المشايخ الكرام قد ألفوا لنا ما بين مختصر ومطول من متون وشروح وفتاوى، واجتهدوا في المذهب والفتوى، إلا أني لم أر لهم كتاباً يحاكي كتاب الشيخ تاج الدين السبكي الشافعي مشتملاً على فنون في الفقه .. ، فألهمت أن أصنع كتاباً على النمط السابق))(٣).

(١) المراجع السابقة.

(٢) كتاب تأسيس النظر مطبوع ومعه رسالة الكرخي.

(٣) الأشباه والنظائر، ابن نجيم ص ١٥، ١٦، وقد اتجهت أنظار علماء الحنفية إلى كتاب الأشباه والنظائر لابن نجيم، دراسة وتعليقاً وشرحاً، انظر: كشف الظنون ١٠٥/١، وأهم الشروح المطبوعة غمز عيون البصائر، للفقيه الحنفي أحمد بن محمد الحموي من علماء القرن الحادي عشر الهجري، ويلاحظ أن عبارات ابن نجيم تتفق تماماً في معظم =

208