المبحث الأول: طبيعة هذا الفقه:

رجع الشافعي من العراق إلى مكة ولعلها كانت زيارة لبيت الله وإلى ذويه بمكة حيث لم يدم بها إلا بضعة أشهر، ثم رجع إلى العراق مرة أخرى وهي الثالثة التي لم تدم كذلك إلا بضعة أشهر، وقيل شهراً واحداً.

قال الحسن بن محمد الزعفراني: "قدم علينا الشافعي سنة خمس وتسعين ومائة، فأقام عندنا سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين، فأقام عندنا أشهراً، ثم خرج إلى مصر"^(١).

انتقل الإمام الشافعي رحمه الله إلى مصر عام تسعة وتسعين ومائة وهذا ما عليه الأكثرية، وقيل: سنة مائتين، قال النووي: "ولعله قدم في آخر سنة تسع وتسعين جمعاً بين الروايتين، وقيل: إحدى ومائتين"^(٢).

ونزل على أخواله من الأزد اقتداء بنزول النبي ﷺ على أخواله من بني النجار. والسبب في قدومه مصر استصحاب العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى بن عبد الله بن عباس له عند قدومه مصر^(٣).

ولقد كان الفقه السائد في مصر عند قدوم الشافعي هو فقه الإمام مالك، وقلة على مذهب أبي حنيفة، وكان للإمام مالك في نفس الشافعي منزلة عظيمة فهو شيخه وله المنة عليه، يقول الشافعي رحمه الله: "مالك بن