6

Al-Mukhtaṣar al-Ṣaghīr fī al-fiqh

المختصر الصغير في الفقه

Editor

علي بن أحمد الكندي المرر ووائل صدقي

Publisher

مؤسسة بينونة للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

1433 AH

Publisher Location

دولة الإمارات العربية المتحدة والرياض

يحذرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٢]، وأخبر رسول الله ﷺ أمّته بفضله فقال: «مَن يُرد اللهُ بهِ خيراً يُفقّههُ في الدّين»(١)، ومن الفقه في الدّين الفقه في الأحكام، التي بها يعرف العبد حقّ الله عليه من الاعتقادات والأقوال والأفعال، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالتفقّه في الدّين.

واعلم أن الفقه الصحيح المنجي من الهلاك والهادي إلى سبيل الرشاد هو فقه سنّة رسول الله ﷺ؛ ولهذا أوجب الله تعالى اتّباع رسوله ﷺ وطاعته، وأخذ ما جاء به فقال: ﴿قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٣١]، وقال: ﴿قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٥٤]، وقال: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠]، وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُواْ﴾ [الحشر: ٧]، وقال: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].

وقد أجمع العلماء على وجوب اتباع الرسول ﷺ والتمسّك بسنّته والرجوع إليها، وترك كلّ قولٍ يخالفها، مهما كان القائل عظيماً، فإنّ شأنه ﷺ أعظم، وسبيله أقوم، وعلى هذا سار أئمة السلف وأتباعهم، قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: «إذا صحّ الحديث فهو مذهبي».

وقال الإمام مالك رحمه الله: ((إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق

(١) أخرجه البخاري (٧١)، ومسلم (١٠٠) من حديث معاوية بن أبي سفيان.

6