32

The Aid for Understanding the Forty Hadith

المعين على تفهم الأربعين

Investigator

دغش بن شبيب العجمي

Publisher

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

1433 AH

Publisher Location

الكويت

قال البَنْدَنِيجي (١): "وأكثرُ أهلِ العِلْمِ على أنَّ الاسم الأَعْظَم هو: الله" (٢). وقال الخَطَّابي: "وأحبُّ الأقوال إليَّ: قول من ذهب إلى أَنَّهُ اسمٌ عَلَم وليسَ بِمُشْتَقٍّ" (٣). قلتُ: وجمهورُ العُلَماء النُّحاة على أَنَّهُ مُشْتَقٌّ، واختُلِفَ في اشتِقَاقِهِ على أَقْوَال: أحدها: من ألِهَ يألهُ؛ إذا تحيَّر، إذ القُلُوبُ تَحَارُ في عَظَمَتِهِ. ثانيها: أن أصلهُ: "إله" وهو من يُفْزَعُ إليه في النَّوَائِبِ. ثالثها: أنه مِن باب "التَّأَلُه" وهو التَّعَبُّد. رابعها: أنه مِن "الوَلَه" وهو أَشَدُّ ما يكونُ مِن الشَّوْقِ؛ لأَنَّ القُلوبَ تشتاق إلى مَعْرِفَتِهِ، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥]. خامسها: أنه من "الإلهية" وهي القدرة على الاختراع! ومحلُّ الخوض في ذلك كتب العربية، فلا نطول به (٤).

(١) البَنْدَنيجي: نسبة إلى بندنيجين أو بندنيج، بلدة في طرف النهروان من أعمال بغداد. "معجم البلدان" (١/ ٤٩٩). وهو الحسَن بن عبد الله البنْدنيجي أبو علي، الفقيه الشافعي، تولى القضاء ببندنيج وتوفي فيها سنة (٤٢٥ هـ). انظر: "طبقات الشافعية" للسبكي (٤/ ٣٠٥ - ٣٠٦). (٢) ذكره المؤلف في "الإعلام" (١/ ٨٦). (٣) "شأن الدعاء" (٣٥). (٤) "الإعلام" (١/ ٨٨ - ٨٩). تنبيه: الصواب هو القول الثالث، قال الشيخ العلامة سليمان آل الشيخ ﵀ في "تيسير العزيز الحميد" (١/ ١١٤): "وعلى هذا فالصحيح أنه مشتق من أَلِهَ الرَّجُلُ إذا تعبَّدَ، كما قرأ ابن عباس: (وَيَذَرَكَ وَإِلَهَتَكَ) أي: عبادَتَكَ، وأصلُهُ الإلهُ، أي: المعبود، فَحُذِفت الهمزةُ التي هي "فاء" الكلمةِ، فالتقَتِ اللام التي هي "عينُها" مع اللام التي للتعريفِ، فأُدْغِمَت إحداهُما في الأُخرى فصارَتَا في اللفظِ لامًا واحدةً مشَدَّدَةً، وفُخِّمت تعظيمًا، فقيلَ: الله".

1 / 36