al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Publisher
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Genres
المبحث الأول
ابتداء النُّزول وكيفيته
ابتداءُ النُّزول:
كان نزول جبريل ﵇ على رسول الله ﷺ في غار حراء مؤذنٌ ببداية النبوة، وقد نزل بالآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله تعالى: ﴿اقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَا وَرَبُّكَ الأَكَرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: ١ - ٥].
وقد أشارت ثلاث آيات إلى بداية النُّزول، وذلك قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: ١٨٥]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ *فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: ٣ - ٤]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ١].
وهذه الآيات في ظاهرها تشير إلى أول نزولٍ للقرآن على رسول الله ﷺ، وأنه كان في ليلة القدر من شهر رمضان، وهذا النُّزول على الرسول ﷺ هو الذي يتعلق به هداية الناس في قوله تعالى: ﴿هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: ١٨٥].
النُّزول الجُملي:
ثبت عن ابن عباس ﵄ في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ١] أنه نزل إلى سماء الدنيا، فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس ﵄: في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ قال: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا، كان بموقع النجوم،
1 / 73