Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Publisher
دار الاعلام
Edition Number
الأولى ١٤٢٢هـ
Publication Year
١٤٢٣هـ
Genres
ثالثا: نوعاه
قبل التعرض لنوعي الشرك في الدعاء، يستحسن ذكر نوعي الدعاء؛ لأن الشرك يقع فيهما؛ فالدعاء نوعان: دعاء مسألة وطلب، ودعاء عبادة وثناء١. وفي النوعين طلب التوصل والتقرب إلى الله ﷾؛ سواء أكان على وجه السؤال لله ﷿، والاستعاذة به، رغبة إليه في جلب المنافع ودفع المضار، وهذا دعاء المسألة والطلب. أم كان على وجه عبادته ﷿، طاعته، وامتثال أمره، والانتهاء عن نهيه، وهذا دعاء العبادة والثناء٢.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عن هذين النوعين: "إن المعبود لا بد أن يكون مالكا للنفع والضر؛ فهو يدعى للنفع والضر دعاء مسألة، ويدعى خوفا ورجاء دعاء العبادة؛ فعلم أن النوعين متلازمان"٣؛ فمن صلى، أو صام، أو توجه إلى الله ﷿ وسأله دعاء طلب ومسألة؛ فهو راج له، خائف منه٤.
والله ﷿ يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠]؛ فجعل سبحانه الدعاء عبادة.
والآن، وبعد أن عرفنا نعي الدعاء، نقول: إن شرك الدعاء يقع في هذين النوعين؛ إما شرك في المسألة والطلب، أو شرك في العبادة والثناء.
رابعا: كيف يقع الشرك في هذين النوعين؟
إذا توجه الإنسان بواحد من هذين النوعين لأحد غير الله ﷿؛ فقد أشرك.
فيقع الشرك في النوع الأول؛ دعاء العبادة؛ إذا صرف العبد شيئا من العبادة لغير الله ﷿، يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فقد كفر كفرا مخرجا عن الملة؛ فلو ركع
_________
١ انظر: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية ٢/ ٧٧٨. وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ص٢٢٣.
٢ انظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ٢/ ٧٧٨.
٣ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٥/ ١٠-١١.
٤ انظر فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين ص٣٩٨.
1 / 116