Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

Abdul Qadir Atta Sufi d. Unknown
131

Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

المفيد في مهمات التوحيد

Publisher

دار الاعلام

Edition Number

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

١٤٢٣هـ

Genres

المطلب الأول: التوسل البدعي، والتوسل الشرعي، وأنواعه سبب إدخال التوسل في هذا المبحث: إنما أدخلنا التوسل في الوسائل المنافية للتوحيد أو لكماله، لأن التوسل إلى الله بذات أو جاه أحد مخلوقاته محذور من وجهين: أحدهما أنه أقسم على الله في دعائه بأحد مخلوقاته، ولا يجوز الحلف بغير الله ﷿ كما تقدم١. والمحذور الثاني أنه اعتقد أن لأحد على الله حقا، وليس للعباد حق على الله إلا ما أوجبه ﷿ على نفسه من نصرة المؤمنين، وإنجاء الموحدين، وإثابة المطيعين، واستجابة دعاء الداعين٢. معنى التوسل لغة: يقال: وسل فلان يسل إلى الله بالعمل وسلا: رغب وتقرب. ووسل فلان إلى الله، وتوسل وسيلة وتوسيلا: أي عمل عملا تقرب به إليه. وأنا متوسل إليه بكذا، وواسل، ووسلت إليه، وتوسلت إلى الله بالعمل: تقربت٣. معنى التوسل شرعا: يعرف التوسل شرعا بأنه: التقرب إلى الله ﷿ بطاعته، وعبادته، واتباع رسوله ﷺ، وبكل عمل يحبه ويرضاه٤. أو: عبادة يراد بها التوصل إلى رضوان الله والجنة٥. من أدلة التوسل الشرعي: ١- قول الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة﴾ [المائد: ٣٥]؛ أي تقربوا إلى الله بطاعته، والعمل بما يرضيه٦. ٢- قول الله ﷿: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: ٥٧]، والوسيلة: هي القربة٧.

١ انظر ص١٣٣-١٣٤ من هذا الكتاب. ٢ انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز والحنفي ١/ ٢٩٤-٢٩٦. ٣ انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص٦٧٥. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص١٣٧٨. ولسان العرب لابن منظور ١١/ ٧٢٤. والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٥/ ١٨٥. والمعجم الوسيط ص١٠٣٢. ٤ انظر التوصل إلى حقيقة التوسل لمحمد نسيب الرفاعي ص١٢. ٥ انظر مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ٥/ ٢٧٩. ٦ انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٦/ ١٥٩، وتفسير ابن كثير ٢/ ٥٥. ٧ انظر: تفسير ابن كثير ٢/ ٥٥. وأضواء البيان للشنقيطي ٢/ ٨٦.

1 / 152