28

Mawducat

الموضوعات

Investigator

عبد الرحمن محمد عثمان

Publisher

المكتبة السلفية

Edition Number

الأولى

Publisher Location

المدينة المنورة

Genres

Hadith
وَمَا ميزت بِهِ كثير إِلَّا أَن من أعجب ذَلِك حفظ الله عزوجل لكتابنا عَن تَبْدِيل قَالَ الله عزوجل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لحافظون) فَمَا يُمكن تَبْدِيل كلمة مِنْهُ وَقد بدلت الْكتب قبله. وَمن ذَلِك أَن سنة نَبينَا ﷺ مأثورة بنقلها خلف عَن سلف، وَلم يكن هَذَا لأحد من الْأمة (١) قبلهَا، وَلما لم يُمكن أحد أَن يدْخل فِي الْقُرْآن شَيْئا لَيْسَ مِنْهُ أَخذ أَقوام يزِيدُونَ فِي حَدِيث رَسُول الله ﷺ وينقصون ويبدلون ويضعون عَلَيْهِ مَا لم يقل، فَأَنْشَأَ الله عزوجل عُلَمَاء يَذبُّونَ عَن النَّقْل، ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح، وَمَا يخلى الله عزوجل مِنْهُم عصرا من العصور، غير أَن هَذَا النَّسْل قد قل فِي هَذَا الزَّمَان فَصَارَ أعز من عنقاء مغرب. أَنبأَنَا عبد الملك بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْكَرُوخِيُّ قَالَ: أَنبأَنَا عبد الله بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا لاحِقُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْص الْقَزاز قَالَ: حَدثنَا عبد الملك بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ " يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ". فصل وَقد كَانَ قدماء الْعلمَاء يعْرفُونَ صَحِيح الْمَنْقُول من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ثمَّ يستخرجون حكمه ويستنبطون علمه، ثمَّ طَالَتْ طَرِيق الْبَحْث من بعدهمْ فقلدوهم فِيمَا نقلوا، وَأخذُوا عَنْهُم مَا هذبوا، فَكَانَ الْأَمر متحاملا إِلَى أَن آلت الْحَال إِلَى خلف لَا يفرقون بَين صَحِيح وَسَقِيم، وَلَا يعْرفُونَ نسرا من ظليم، وَلَا

(١) هَكَذَا بالاصل ولعلها مصحفة من كلمة الامم وهى أقرب للسياق. (*)

1 / 31