============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وقال قوم: إن الكفر بالله لا يكون إلا الجحد به، قالوا: فكل من حكمنا عليه بأنه مقر بالله من منكر للرسول أم مبغض له أو مستخف بالله في معاصيه، فنحن نعلم أن معه جحدا بالله، وإن كان ينكر ذلك ويزعم أنه مقر؛ لأن الأمة قد أجمعث أنه كافر، وقد حكم الله عليه بذلك، فنحن نعلم أن معه جحدا لولا ذلك لم نحكم عليه بالكفر. وبهذا يقول ابن الراوندي.
ال وقال قوم: بل ليس يكون الكفر إلا الجهل بالله، كما أن الإيمان لا يكون زعموا- إلا المعرفة.
قالوا: ومن ظهرث منه الأفعال التي توجب الكفر، فإنا نعلم أن معه جهلأ بالله به استحق أن يكون كافرا كما قال الآخرون في الجحد. وبهذا يقول أبو الحسين الصالحي القول في تسمية بالقدر: قال أهل العدل: إن هذه السمة سمة مذمومة، وإنها تلحق من أكثر من ذكر القدر، واستعمله في غير موضعه، فلم يقتل نبي ولا ولد نبي ولا ارتكب فاحشة ولا خرب مسجد ولا اغتصب مالأ، ولا أظهر فسادا إلا قالوا: هذا بقدر الله، وهكذا قدر.
قالوا: وهذا موجود في اللغة؛ أن من أكثر من ذكر شيء في غير موضعه واستعمله في وقته وغير وقته لقب به، حتى إنه لو أفرط في استعمال العسل ولهج بذكره، وأكله في شتائه وصيفه لقيل: عسلئ، وكذلك لو لهج بضرب من الثبات أو المراكب، وكذلك لو تردد اسم غريث في نسبه لغلب عليه ذلك الاسم ونسب إليه دون اسم أبيه الأدنى.
Page 373