348

============================================================

مقالات البلخي وقالت المجبرة: إن ذلك خذلان وسلث للشيء الذي يوجد به الإيمان، وان من فعل به ذلك فغير قادر على الإيمان وإن كان مأمورا به.

وقال بكر: إن المطبوع(1) على قلبه ممنوع من الإخلاص والإيمان، وإنه مع ذلك مأمور بهما ومأجور بتركهما؛ عقوبة له على متقدم فعله، وليس يجوز عنده التكليف مع المنع في الابتداء على ما تقول المجبرة، ولكنه يجيز ذلك بعد وقوع الكفر والمعصية والطبع عنده عقوبة للعاصي: وقال عبد الواحد مثل ذلك، إلا أنه زعم أن المطبوع(2) على قلبه لم يؤمز بما منع منه ولم ينه عن ضده، ولأن أفر من لا يقدر ونهيه ظلم. هكذا حكى زرقان عن هذين الرجلين.

ورأيث أصحابنا يضعفون هذه الحكاية ويزعمون أنهما كانا يقولان: إن الطبع يمنع من الإخلاص ولا يمنع من الإيمان، وإن المطبوع غير مأمور بالإخلاص، وهو مأمور بالإيمان الذي يقدر عليه.

القول في الولاية والعداوة: قالت المعتزلة كلها إلا بشربن المعتمر وأصحابه: إن الولاية من الله للمؤمنين تقع مع إيمانهم، وكذلك عداوته للكافرين تقع مع كفرهم.

قالوا: والولاية هي الأحكام للشريعة والمدح وإحداث الألطف، والعداوة ضد ذلك. وكذلك قالوا في الرضا والشخط.

(1) في الأصل: المبطوع.

(2) في الأصل: المبطوع.

Page 348