============================================================
مقالات البلخي قال لهم خصومهم: إن خلقه لهم قبل أن يكون أحد منهم عدوا له ووليا، فصاروا عند ضيق الكلام عليهم في ذلك إلى أنه عمل على ما علم منهم، وقد أجابني بذلك غير واحد.
القول في خلق الشيء لا ليعتبر به: قالت المعتزلة: لن يجوز ذلك ولم يخلق الله شيئا إلا ليعتبر به عباد وينتفعوا به، ولن يجوز أن يخلق شييا لا يراه ولا يحسن به أحد من المكلفين.
ويحيى بن كامل يقول بهذا القول.
وقال قوم ممن يزعم أن المعرفة لا تحتاج إلى نظر واستدلال وإنما تقع ابتداء من الله جل وعز، وأن جميع ما خلقه الله فلم يخلفه، ليستدل به عليه ولا ليعتبر به، وإنما خلقه لينتفع به خلقه.
وزعم من يقول بهذا القول أن الأجسام وإن كان فيها دلالة على الله، فإن اللة لم يخلق ذلك ليدل بها وإنما خلقها لينتفع خلقه بها، وشبه ذلك بالسقف (1/22) يبنيه الإنسان لينتفع هو به، لا/ ليستظل به غيرة، وإن كان قد يصلح لذلك.
وصاحب هذا القول هو الفضل الرقاشئ وأصحابة ذكر ذلك أبو الحسين.
قال أبو الحسين: وقال الذين يزعمون أن الأجسام لا تدل البية وإن التخير إنما دخل على الناس لما تعاطوا الاستدلال بها على الله تبارك وتعالى فأخذوا الأمر من غير جهته، فصار منهم دهرئة ومنهم ثنوئة ومنهم مشبهة ومجبرة، ولو تركوا أنفسهم وما فطرهم الله عليه وما ألهمهم إياه لسلموا ولنجوا. قال: وهؤلاءهم أصحاب الإلهام.
قال: وزعمت المجبرة أن الله جل ذكره لا يخلق شيئا إلا للانتفاع به ويضر به أعداء3، وليس يجوز عندهم أن يخلق شيئا يخرخ عن هذين الوجهين.
Page 334