328

============================================================

مقالات البلخي اختلفوا في الألم واللذة: فقال قوم : ليس يجوز أن يؤلم الله أحدا بألم تقوم اللذة في الصلاح مقامه.

وقال قوم: قد يجوز ذلك.

واختلف قوم: من قال بالأصلح في لعن الله الكفار في دار الثنيا: فقال أكثرهم: إن ذلك عدل من الله وحكمة وخير وصلاخ للكفار؛ لأن فيه زاجرا لهم عن المعصية وداعيا لهم إلى الطاعة.

وقال عباد: هو عدل وحكمة وليس بخير ولا صلاح.

واختلف أهل العدل في أن الصلاح يتفاضل : فقال الجمهور منهم ممن قال بالأصلح ومن قال باللطف: إن الضلاح يتفاضل، فيكون فيما يقدر الله عليه مما يفعله بعباده شيء أصلح من شيء، وانه يجوز أن يترك فعلا هو عدل إلسى فعل آخر هو عدل مثله يقوم مقامه، وكذلك أيضا قديترك فعلا هو صلاخ إلى فعل آخرهو صلاخ يقوم مقامه، ولا يجب بذلك أن يكون تاركا للعدل ولا للصلاح.

وقال عباد: إن ذلك غير جائز، وإنه لو ترك عدلا إلى عدل آخر أو صلاحا إلى صلاح آخر لكان تاركا للعدل والصلاح.

القول فيمن علم الله أنه يؤمن من الأطفال، أو يتوب من الفساق هل يجوز أن يخترمه قبل ذلك؟

قال أصحاب الأصلح: إن ذلك لا يجوز؛ لأنه لو فعله كان هو المقتطع للطفل وللعبد عن منزلة الثواب والمقتصر به من منزلة التفضل، ولن يفعل الله

Page 328