============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة واحد لا يتجزأ ولا ينقسم من فاعلين اثنين لجاز أن يفعل الفعل الواحد مرتين، لا على أن بقي ثم يعاد، وإن كان لا ينقسم ولا يتجزا، ولجاز قول من قائلين، وخبو من مخبرين، وحركة من متحركين.
وقال ضرار بن عمرووممن وافقه كحفص الفردوالحسين التجار وأصحابه، وجماعة من الإباضية، وشذاذ من الفرق: إن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل، الله خالقها، وهم فاعلون لها على الحقيقة دون المجاز.
واختلف هؤلاء: فقال بعضهم: خلق الله فعل العبد غيره، وكذلك لكل شيء: وقال بعضهم: خلقه الله للفعل ليس شيء غير الفعل.
وقال صالح قبة مع قوله بالعدل: إن أفعال العباد مخلوقة لله، على معنى أتنه خلق أسماءها، لا على أنه أحدث عينها.
وقال جهم وأصحابة: أفعال العباد مخلوقة لله، وهي منسوبة إلى العباد مجازا لا(1) حقيقة، فيقال: فلان صلى وصام وحج كما يقال: طال وسمن.
وقال ضرار: في المعنى هو هذا، وإنما الخلاف في اللفظ.
القول في أن العباد يخلقون أفعالهم: قال أكثر أهل العدل: إن الفعل وإن كان هو الخلق في المعنى والحقيقة، وكان الفاعل خالقا في اللغة، فلن يجوز إطلاق اسم خالق من غير تقييد إلا لله، أو حيث أطلقه الله والمسلمون: وقال قوم: إن ذلك جائر في كل موضع؛ لأن اللغة قد أطلقثه وجاء (1) في الأصل: لن.
Page 321