312

============================================================

مقالات البلخي واختلف هؤلاء أيضا: فقال بعضهم: إن المؤمن عاجز عن الكفر؛ إذ لا قدرة معه عليه، وكذلك الكافر عاجز عن الإيمان، وهذا ئحكى عن التجار، وقد سمعث بعض أصحابه يقرون بأنه قوله.

وقال بعضهم: ليس بعاجز عنه، وإن كان لا قدرة معه عليه.

واختلف الذين أثبتوا الاستطاعة قبل الفعل: فقال قوم: إن الإنسان يقدر على الحركة في حال حدوث القدرة، والحركة تقع في ثانية.

وقال بعضهم: هو يقدر عليها في حال حدوث الاستطاعة، وهي لا تقع إلا في الحال الثانية، لأنه لا بد من توشط الإرادة.

وقال بعضهم: هو يقدر عليها في حال حدوث الاستطاعة، ولن تقع إلا في الحال الرابعة، لأنه لا بد بعد حال الاستطاعة من حال الإرادة، وحال التمثيل به يوجد في الحركة.

واختلفوا فيمن علم الله أنه لا يؤمن ممن هو مأمور بالإيمان: فقال أهل العدل: إنه قادر على أن يؤمن ولن يؤمن، ومن قتل نفسه موتا ولو كان الله عالما أنه لا يقدر، كما علم أنه لا يؤمن كان لا يقدر، قالوا: وليس (17/) يجب إذا كان أن يفعل؛ أي ما علم الله أنه لا يفعله، أن / يكون قادرا على تجهيل الله - جل الله وتعالى عن الجهل - كما أنه مأمور بما علم الله أنه لا يفعله، وليس مأمورا بأن يجهل الله، كما أنه مطلق لأن يفعل خلاف ما علم الله أنه يفعله، وليس مطلقا بأن يجهل الله، وكما أن الله قادر على أن يفعل ما علم أنه لا يفعله، وليس

Page 312