Al-Manṣūrī fī al-ṭibb
المنصوري في الطب
Genres
إذا حدث بالإنسان وجع تحت أضلاعه ناخس (وخاصة إذا سعل سعلة يابسة) وحمى، فينبغي إن كان الوجع فوق ناحية الأضلاع والتراقي، أن يفصد الباسليق في الجانب الذي فيه الوجع إلا إذا رأيت البدن كثير الامتلاء والدم، فينبغي حينئذ أن تفصد الباسليق المخالف، أي في الجانب المخالف. وإن كان قد أتى للعليل أيام، فإنه ينبغي حينئذ أن يفصد الصافن في الجانب الذي فيه الوجع. وإن كان الوجع في أسفل من ناحية ضلوع الخلف، فاسهله بالمطبوخ الذي وصفناه في باب الزكام. والأجود أن يفصده أيضا، وألزمه بعد ذلك ماء الشعير بالسكر. فإن رأيت سعاله شديد اليبس فاسقه سحر كل يوم من الجلاب مع لعاب البزرقطونا. ثم اسقه ماء الشعير وأغذه إن كان ضعيفا بالخبز المخبص مع السكر. وإن كان قويا فاقتصر به إلى اليوم الرابع على ماء الشعير. وإذا بدأ ينفث فاسقه كل يوم قبل ماء الشعير الطبيخ الذي في باب الزكام إلى أن يبرأ. فإن سكنت الحمى والحدة وبقي العليل ينفث نفثا غليظا بعسر، فاسقه الطبيخ الموصوف في باب الربو. وكذلك إن نفث مدة. وإن رأيت ما ينفثه في أول مرضه أسودا شديد السواد أو شديد الصفرة، ودام على ذلك ولم تسكن الحمى والحرارة إلى اليوم السابع فإنه مخوف. وإن وجدت النفث يعسر وضيق النفس يزداد، فإن ذلك يكون أكثر تخوفا. أما إذا رأيت النفس مع ذلك لا ينفتح ووجدت في الصدر خرخرة والوجنة قد احمرت، والعين قد شخصت، فإن العليل هالك. وإذا ظهر في جنبه من الخارج حمرة أو نتوء وكان يتوجع إذا غمز عليه فضع عليه محجمة أو ضمده بالتين والخردل حتى يقرحه. ومما يعظم فيه غلط الجهال على صاحب هذه العلة أنه إذا هاج الوجع تحت الأضلاع، يحسبونه ريحا غليظة وأعطوا العليل دواء المسك ونحوه، فيعطبونه البتة. وهذه العلة هي البرسام. وسببها خراج يخرج فيما بين داخل الأضلاع.
~~في ذات الرئة:
إذا حدثت للإنسان حمى مع ضيق شديد في التنفس كأنه يختنق، وحمرة في الوجنتين كأنهما مصبوغتين، ووجع في مقدم الصدر وسعال ونفث زبدي، وثقل في الصدر بلا نخس ولا وخز. فإنه به ورم حار في رئته يسمى ذات الرئة، فابدأ في علاجه بفصد الباسليق. ثم عالجه بعلاج ذات الجنب.
~~في نفث الدم وقيئه وتنخعه:
Page 415