227

Al-Manṣūrī fī al-ṭibb

المنصوري في الطب

من نهشه أفعى فليوثق ما فوق النهشة شدا. وإن كانت النهشة في عضو صغير، وكانت النهشة من جنس إحدى الأفاعي المعروفة بالرداءة وقلة الخلاص منها، فليقطع العضو من ساعته مما دون الشد. وإن كان غير ذلك، فليبادر فيسقى من ترياق الأفاعي. فإنه لم يوجد إلى هذه الغاية دواء بليغ في التخلص من نهشة أفعى من هذا الدواء وخاصة الحديث منه. فإن لم يحضر هذا الترياق فالمثروديطوس وأقراص الكرسنة. نسخة أقراص الكرسنة: بزر الحندقوق وزراوند مدحرج وسذاب بري ودقيق الكرسنه بالسوية. يعجن بخل خمر، ويتخذ أقراصا، ويسقى مثقالا واحدا بأوقية نبيذ عتيق وسمن بقر. وهذا الدواء يقارب فعله في هذا الباب فعل الترياق الكبير. أو يسقى مثقالان من الحلتيت بأوقية شراب. أو يطعم من سمن البقر وعسل مرات كثيرة وطعام دسم وثوم كثير وجوز، ويسقى شرابا عتيقا قويا. وليوضع على موضع النهشة محجمة، ويشرط ويضمد بالأضمدة التي ذكرناها قبل. وإن بدا العفن فيه، فضع على ما عفن من الأدوية المحرقة، مما قد ذكرنا في باب القروح. واطل حول العفن بالطين الأرمني والعدس المقشر والخل خمر، وافصده وانظر أي الأمرين أعظم خطرا، هل الأشياء العارضة في موضع النهشة أم العارضة في جميع البدن. فإن كان يعرض الغشي والاستسقاط والعرق البارد، فلتكن عنايتك بمقاومة هذا أكثر من عنايتك بعلاج موضع النهشة إلا بما يجذب. وإن كانت هذه الأعراض كلها قد هدأت وسكنت، فإنما يخاف على العليل من موضع النهشة القروح الرديئة والعفن، فلا يقرب العليل حينئذ الترياق ولا الشراب ولا الأدوية الحارة. لكن افصده أولا وبرد تدبيره وعالج الموضع بعلاج القروح الخبيثة. واكوي الموضع واقطعه البتة إن اضطررت إلى ذلك، وكان العفن يدب ويسعى سريعا. ومما ينفع من نهش الأفاعي بخاصية فيه أن يطعم سرطان نهري مشوي عددا منها. نسخة ترياق بليغ قد شهد له جماعة من الأطباء. وهو يساوي الترياق الكبير في لدغ الأفاعي: أنسون عشرة دراهم، وفلفل ثلاثة دراهم، وزراوند مدحرج، وجندبيدستر من كل وزن درهم ونصف يعجن بمنفختج، والشربة منه قدر جوزة. وهذا يمنع من نهشة الأفاعي أو من سقي البيش من يومه ذلك. نسخة ترياق الأفاعي. وهو الترياق الكبير: أقراص الأفاعي أربعة وعشرون مثقالا. أقراص العنصل ثمانية وأربعون مثقالا. أقراص الأندروخون وفلفل أسود ودار فلفل من كل واحد أربعة وعشرون مثقالا. أفيون ودار صيني وورد أحمر مطحون وبزر الشلجم البري وثوم بري وأصل السوسن الأسمانجوني وغاريقون ورب السوس ودهن البلسان الفايق الصحيح من كل واحد اثني عشر مثقالا، ومر وزعفران وزنجبيل وزراوند صيني وأصل البنطافلن، وهو ذو الخمسة أوراق وفوتنج جبلي وفراسيون وفطراساليون وبزر كرفس جبلي اسطوخودس وقسط ومر وفلفل أبيض ومشكطرامشيع وكندر وفقاح الأذخر وصمغ البطم وسليخة سوداء وسنبل هندي وجعدة، من كل واحد ستة مثاقيل. ولبني سائل وبزر سيساليوس وحرف ونانخواه وكماذريوس وكماقيطوس وعصارة لحية التيس وسنبل رومي وورق السادج الهندي وجنطيانا رومي وبزر الرازيانج وطين مختوم وميعة سائلة وغاريقون وسكبينج وقلقطار محرق وحماما وحرف بابلي أبيض ووج وحب البلسان وفو وصمغ عربي وقردمانا وأنيسون وقاقيا من كل واحد أربعة مثاقيل، ودوقوا وباذاورد وقفر اليهود وجاوشير وقنطوريون دقيق وزراوند مدحرج وجنبيدستر من كل واحد مثقالين. وعسل منزوع الرغوة عشرة أرطال، وشراب ريحاني مر قوي صافي ثلاثة أرطال. يؤخذ المر والأفيون وعصارة لحية التيس والقلقطار المحرق وحماما ووج وحب البلسان والصمغ العربي والقردمانا ورب السوس والميعة والقاقيا والجاوشير، فترض في الهاون، ويصب عليها عسل حار منزوع الرغوة حتى يتحلل بالدق، ثم يعجن بالشراب، ويترك ثلاثة أيام في غضارة لطيفة. ويؤخذ الدار صيني والزعفران والسليخة والسنبل والجند بيدستر والسادج والحرف والطين المختوم والقلقطار والقفر اليهودي والحماما مسحوقة، فتجمع في هاون وتغمر بشراب حتى تختلط. ويؤخذ العسل والصمغ والبازورد ودهن البلسان، فتجمع في طنجير وتسخن وتساط حتى تختلط ناعما ثم تصب على الأدوية الأخرى في هاون، وتدق، وتقلب مرات حتى يستحكم خلطها ثم تجعل في برنية فضة أو رصاص قلعي قدر ثلثيها، ولا تملأ ويشد رأسها بجلد ويكشف كل يوم ساعة. وتستعمل بعد ستة أشهر إلى سنة. صفة أقراص الأفاعي: تؤخذ أفاعي إناث وعلامتها أن يكون لها أكثر من نابين. لأن للذكور نابان فقط. ويختار منها ما كانت تضرب إلى الشقرة وكانت سريعة الحركة تكثر رفع رأسها، خصبة سمينة حمراء العيون عريضة الرؤوس أدبارها بالقرب من أواخر أذنابها، وتصاد في وقت الربيع ولا تصاد من شط بحر، ولا من سبخة، ولا من موضع بقربه ماء مالح. وإذا صيدت فلتقطع على المكان من رؤوسها وأذنابها قدر أربعة أصابع. وإن قطع منها ذلك، فإن كانت تتحرك بعد ذلك، وتضطرب ويجري منها دم كثير فإنها موافقة، وإن كانت بالضد فلا تستعمل. ثم تسلخ جلودها وينقى ما في بطونها ثم يرمى به، وتنظف غسلا بماء عذب وتقطع وتطبخ في برمة نظيفة بماء وملح وشبت حتى يتهرأ اللحم ويتبرأ عن العظم. ثم تنقى من العظام، ويصفى المرق عن اللحم. وليكن نار فحم البلوط متأججا ثم يعصر اللحم ليتبرأ من الرطوبة. ثم زنه وألق عليه مثل ربعه كعك قليل الخمير قريب من الفطير لا حموضة فيه اصلا، جيد التجفيف مسحوقا مثل الكحل. ويدق مع اللحم، ويبل بشيء من ذلك المرق، ويقلب بالدق مرات حتى يختلط ناعما ثم يتخذ أقراصا رقاقا. ويمسح المقرص لها يده وأصبعه بدهن البلسان. ثم تجفف في الظل، وتقلب كل ساعة، وتكون في بيت يابس لا ندى فيه. فإذا استحكم جفافها رفعت في إناء زجاج. نسخة أقراص العنصل: يؤخذ بصل العنصل في إبان حصاد الحنطة، ولا يعمد إلى الكبار جدا ولا إلى الصغار، ويلبس عجينا، ويشوى في تنور على آجرة بقدر ما يشوى العجين، ويخرج ثم يرمى بالعجين وما لاصقه ويؤخذ ما داخل ذلك، ويلقى عليه مثل نصفه كرسنة مسحوقة ومنخولة بحريرة. وتقلب بالدق مرارا حتى تختلط وتعجن بشراب وتقرص بعد أن تمسح اليد بدهن ورد وتجفف على ما ذكرنا وترفع في إناء زجاج. نسخة أقراص أندروخون: دار شيشعان وقصب الذريرة وقسط وعيدان البلسان وأسارون وجعدة وفو وحماما ومصطكي وزهرة الأقحوان الأبيض من كل واحد ستة مثاقيل. وفقاح الأذخر عشرون مثقالا، وراوند صيني وسليخة ودار صيني من كل واحد عشرون مثقالا وسنبل الطيب وساذج من كل واحد ستة عشر مثقالا. ومر أربعة وعشرون مثقالا وزعفران اثنا عشر مثقالا. يجمع بعد النخل بهذا الوزن، ويعجن بشراب ريحاني ويقرص ويجفف في الظل.

محنة الترياق:

تسقى فروجة أو كلب شيء من البيش، ويرسل عليه أفعى لتنهشه. ثم يؤخذ على المكان ترياق فإنه يتخلص. أو يسقى إنسان من السقمونيا، فإذا أخذ يسهل، سقي من الترياق قدر نبقة أو بندقة، فإنه يقطع الإسهال. وكذلك يفعل بالقيء الشديد الغالب. ومن عظم منافعه التخليص من نهش الأفاعي وشرب السموم القاتلة والجذام. وله بعد منافع كثيرة دون هذه.

في لدغ العقارب:

Page 346