في جمل تدبير سائر الإنسان:
أما الصبيان فليس يعالجون لا بفصد ولا بإسهال قوي. بل يستعمل فيهم الحجامة ويسهلون بماء الفاكهة. وينبغي أن لا يطلق لهم الإكثار من الحلواء والفواكه لئلا تكثر أمراضهم ولا من الألبان والأجبان والأغذية الغليظة لئلا تولد الحصا في مثاناتهم ويسقون في الأحايين بزر البطيخ المقشر والسكر لينقي آلات البول ولا يبتدئ فيها تكون حصا. ويحموا الإفراط من التملي من الغذاء ومواترة أكل على أكل ليأمنوا بذلك من الخنازير. وأما الفتيان والشباب فليحذر عليهم من الأمراض الحارة ويستعمل فيهم الفصد والإسهال والمطفيات القوية حين تبدو بهم إمارات العلل قبل أن تنمو وتعظم. وأما الكهول فليكن ميلهم إلى الاستفراغ بالأدوية. وأكثر منه إلى إخراج الدم وليبقوا على أنفسهم بأن يقللوا الكد والجماع لتبقى عليهم أبدانهم ولا يشيخوا مدة طويلة. وأما المشايخ فليدعوا الكد والتعب والجماع وإخراج الدم البتة. وليكن ذلك منهم أقل ما يمكن إلا من حاجة شديدة. وليغتذوا بالأغذية الحميدة السهلة الهضم . ويكثروا من الاستحمام والنوم والدعة والطيب من الأشربة المعتدلة الرقيقة الصافية باعتدال من المزاج والقدر فإنه بهذا التدبير يمكن أن يتدافع عنهم الهموم والذبول مدة طويلة. ولا تنهدم أبدانهم ولا تتحطم بسرعة.
Page 234