198

Al-minaḥ al-ʿaliyya fī bayān al-sunan al-yawmiyya

المنح العلية في بيان السنن اليومية

Publisher

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Edition Number

الثالثة والعشرون

Publication Year

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م

Publisher Location

السعودية

Genres

فائدة أخرى:
يُسَنُّ للإنسان أن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فهي دعوة مستجابة بإذن الله تعالى، وللداعي فضل عظيم، وهو ما رواه مسلم في صحيحه، عن أبي الدرداء ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ» (^١).
من السنن اليومية ذكر الله تعالى.
وباب الذِّكر باب واسع، تقدَّم شيء منه في ثنايا السُّنَن السابقة، والذِّكر مفهومه شامل، وله معنيان:
أ) معنى عام: ويشمل كل أنواع العبادات من صلاة، وصيام، وحج، وقراءة قرآن، وثناء، ودعاء، وتسبيح، وتحميد، وتمجيد، وغير ذلك من أنواع الطاعات؛ لأنها إنما تقام لذكر الله تعالى، وطاعته، وعبادته.
قال شيخ الإسلام ﵀: «كل ما تكلَّم به اللسان، وتصوّره القلب مما يقرِّب إلى الله من تعلّم علم، وتعليمه، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، فهو من ذكر الله» (^٢).
ب) معنى خاص: وهو ذكر الله ﷿ بالألفاظ التي وردت عن الله ﷾ من تلاوة كتابه، أو الألفاظ التي وردت على لسان رسوله ﷺ، وفيها تمجيد، وتنزيه، وتقديس، وتوحيد لله ﷾، والمقصود في هذه السُّنَّة هو: المعنى الخاص.

(^١) رواه مسلم برقم (٢٧٣٣).
(^٢) مجموع الفتاوى (١٠/ ٦٦١).

1 / 205