288

Al-Lāmiʿ al-ʿAzīzī sharḥ Dīwān al-Mutanabbī

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Editor

محمد سعيد المولوي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

وإنما القياس أنت الذي طلق عام جاعا. وقد يمكن أن يقول طلق في هذا البيت، ولكن القافية منعته من ذلك؛ لأنه لو قال: طلق، ثم جاء يجعت لكان أقبح مما فر منه.
وقوله:
ما كنت عنه إذا استغاثك يا ... سيف بني هاشمس بمغمود
يقال: أغمدت السيف، وهي اللغة العالية. وقد حكي مغمود؛ وذلك قليل، وأنشدوا بيتًا:
تركت سرجك قد مالت سيورته ... والسيف يبلى طوال الدهر مغمود
فأما أغمدت فكثير. قال القطامي: [البسيط]
لا يغمدون لها سيفًا وقد علموا ... ألا تكون لهم أيام إغماد
وقوله:
يا أكرم الأكرمين يا ملك الـ ... أملاك طرا يا أصيد الصيد
أصل الصيد: داء يصيب البعير في رأسه فيميل عنقه، يقال: صيد وصاد واصيد، ثم استعمل ذلك في الرجل صاحب النخوة. والأحسن أن يكون قوله: أصيد الصيد على منهاج قولهم: فلان ملك الملوك؛ أي: واحدهم الذي يعظمونه، ولا يريد أنه أعظمهم صيدًا؛ لأن ذلك يقبح كما يقبح: أنت أعور العور، أي: أشدهم عورًا؛ لأن الخلق والعاهات (٤٠/أ) لا يستعمل فيها أفعل منك، ولا ما أفعله.
وقوله:
قد مات من قبلها فأنشره ... وقع قنا الخط في اللغاديد
اللغد واللغدود: لحم باطن الأذى الذي هو غائب في الرأس، وربما قالوا للموضع الذي يظهر وذلك تحته: لغدود ولغد ولغد، وهذا البيت يروى لزيد الخيل: [البسيط]

1 / 292