216

Al-Lāmiʿ al-ʿAzīzī sharḥ Dīwān al-Mutanabbī

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Editor

محمد سعيد المولوي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

ياثكلها قد فقدته أروعا ... أبلج يحمي السرب أن يفزعا
وقالوا: خل سربه؛ أي: طريقه، والمعنى: خل الطريق الذي يسرب فيه؛ لأنه يقال: سرب في النهار إذا سار، وفي الكتاب العزيز: ﴿وسارب بالنهار﴾، وقال قيس بن الخطيم: [الكامل]
أني سريت وكنت غير سروب ... وتقرب الأحلام غير قريب
يقول: كيف سريت إلينا ليلًا وأنت لا تسربين بالنهار، وسرى الليل أشق وأصعب؟
وقوله: وكان من حدد إحسانه ... كأنه أسرف في سبه
من روى حدد فهو من: حددت الشيء؛ إذا فصلته من غيره، ومن روى عدد فهو من العدد. يقول: كان هذا الشخص من حدد إحسانه أو عدده، فكأنه ساب له؛ لأن فعله الأجمل كثير لا يدخل تحت العدد ولا الحدود. ويجوز أن يكون المعنى أن المذكور كان يكره أن يحمد لاحتقاره ما يسدي من الأيادي.
وأصل السب القطع، وإنما يقال: سببت الرجل؛ إذا شتمته؛ لأن الشتم يقطع ما بينكما من المودة. وقيل للشقة: سبيبة، لأنها تقطع عن النول، ومن ذلك قول الشاعر:
[المتقارب]
فما كان ذنب بني دارمٍ ... بأن سب منهم غلام فسب

1 / 219