197

Al-Lāmiʿ al-ʿAzīzī sharḥ Dīwān al-Mutanabbī

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Editor

محمد سعيد المولوي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

ويقال لما رمي: رمية، ولما ذبح: ذبيحة، كأنهم أرادوا أن يفرقوا بين النعت وغيره؛ كأنهم يقولون: هذه شاة رمي بغير هاء؛ أي: مرمية، فإذا حذفوا الشاة وما يجري مجراها قالوا: رمية، وكذلك: ناقة عقير؛ أي: معقورة، فإذا حذفوا الناقة قالوا: هذه عقيرة بني فلانٍ.
ويقولون للسيد إذا قتل: لم نر مثله عقيرةً، كأنهم أقاموا مقام ما يعقر، وقيل: إنما أدخلت الهاء في الرمية والعقيرة على سبيل المبالغة، كأنهم يقولون: رمي لما رمي رميةً واحدة، فإذا كثر الرمي لها قيل: رمية، وقال عنترة: [الطويل]
فلله عينا من رأى مثل مالكٍ ... عقيرة قومٍ أن جرى فرسان
ويروى: الزجاج. فمن روى الرخاخ فهو جمع رخ، وهو الذي يستعمل في الشطرنج، كأنه ادعى أنه لا يشغل نفسه بذلك. وحدث أبو إبراهيم العلوي ﵀ أنه كان يلعب مع أبي الطيب في مصر بالشطرنج، وأنه رأى أظفاره طوالًا، فأنكر عليه ذلك، فقال أبو الطيب: أنا رجل أمارس السلاح أو نحو ذلك. وإذا رويت: الزجاج، فالمعنى أنه لا يشرب الخمر، ولا ريب أنه كان يستعمل الشراب المسكر.
وقوله:
نصرفه للطعن فوق حواذرٍ ... قد انقصفت فيهن منه كعاب
حواذر: جمع حاذرةٍ، وإذا كان حاذر لغير الإنس جاز أن يجمع على حواذر، ومعنى حذرٍ وحاذرٍ متقاربان، وأكثر ما يقال حذر، وقرأ بعض القراء: ﴿وإنا لجميع حاذرون﴾، فقيل: هو في معنى حذرين. وقيل: الحاذرون المعدون للحرب، وهذا يشبه قول من يقول: فلان ميت؛ أي: قد مات، ومائت من بعد، فكأن الحذر الذي فيه الحذر مستقر، والحاذر

1 / 200