189

Al-Lāmiʿ al-ʿAzīzī sharḥ Dīwān al-Mutanabbī

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Investigator

محمد سعيد المولوي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

عنقاء مغرب تستعمل في المثل، ويقال: إنها كانت طائرًا عظيمًا، اختطفت صبيًا أو جارية فدعا عليها نبي أهل الرس، وهو حنظلة بن صفوان، فيما يزعمون، فغابت إلى اليوم، فقيل للشيء الذي يبعد: طارت به عنقاء مغرب. والعنقاء: الطويلة العنق، وأكثر ما يقولون: عتقاء مغرب، فينعتونها بمغرب. قال الشاعر: [الطويل] (٢٦/ب)
فلولا سليمان الخليفة حلقت ... به من يد الحجاج عنقاء مغرب
وربما أضافوا عنقاء إلى مغربٍ، والأول أجود.
وقوله:
فإن لم يكن إلا أبو المسك أوهم ... فإنك أحلى في فؤادي وأعذب
قال: أبو المسك، وهو يعني كافورًا، ويخاطبه، وقد يمكن، لو لم يبن المعنى والغرض، أن يعني بأبي المسك رجلًا آخر، كما تقول لرجل اسمه خالد: إذا كان خصمي خالدًا فأنت ممن لا أخالفه؛ أي: أنك يا خالد أنت خصمي. وبعض أهل العلم المتأخرين كان يسمي هذا الفن التجريد، ويجعل من ذلك قوله تعالى: ﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة﴾، وهو يعني

1 / 192