26

Al-Laʾālī al-marjāniyya fī sharḥ al-qalāʾid al-burhāniyya

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

الفرائض عامل منظومته هذه معاملة الموجود فأشار إليها وذلك لغة العرب قال الله تعالى ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ﴾ ونظائره.

ومن المصنفين من يترك موضع الخطبة بياضاً فإذا فرغ ذكرها فأشار إلى حاضر لتكون عبارته في الخطبة موافقة لما ذكره، ولعل البرهاني رحمه الله تعالى كذلك فأشار بعد ذلك إليها هو الأقرب عندي، والله تعالى أعلم.

قوله: [منظومة] النظم كلام موزون مقفى وهو أسهل للحفظ.

قوله: [محتوية] جامعة لأصول علم الفرائض حاوية لها.

قوله: [على أصوله بها منضوية] الأصول جمع أصل، والأصل هو ما يبنى عليه غيره، ومنضوية أي مشتملة على أصول هذا العلم ظامّة لها.

قال الناظم رحمه الله تعالى:

١٢ - بالغت في اختصارها موضحا محرراً أقوالها منقحاً

قوله: [بالغت في اختصارها موضحا] أي استفرغت جهدي ولم أدخر وسعاً في إيجازها حتى أنها لم تتجاوز أبياتها المائة والاثني عشر [١١٢] بيتاً.

قوله: [في اختصارها] الاختصار في اللغة: مأخوذ من اختصار الطريق وهو سلوك أقربه واختصار الكلام إيجازه، واصطلاحاً: رد الكثير إلى القليل وفيه معنى الكثير أو إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى، وسمي بالاختصار لما فيه من الاجتماع كما سميت المخصرة: مخصرة لاجتماع السيور، وخصر الإنسان لاجتماعه ودقته، [موضحاً] مبيناً لمشكلها.

قوله: [محرراً أقوالها منقحاً] التحري طلب الأحرى وكثيراً ما يستعمله الفقهاء بمعنى الاجتهاد، قال الشيخ زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى: الاجتهاد والتحري والتوخي بذل المجهود في طلب المقصود.

قوله: [منقحاً] أي جنبتها التكرار وخلصتها من الحشو؛ فالتنقيح المبالغة في التنقية والتصفية.

قال الناظم رحمه الله تعالى:

١٣ - سميتها القلائد البرهانية لما غدت لطالبيها دانية

قوله: [سميتها القلائد البرهانية] الضمير في سميتها عائد على نظم البرهانية، والقلائد: جمع قلادة، والقلادة: ما يجعل في العنق من حلي، والبرهانية نسبة إلى الناظم المترجم له محمد البرهاني رحمه الله تعالى.

26