اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
( من لقي النبي مؤمناً به ولو لحظة ومات على ذلك ولو تخللت ردة على الأصح.
٢- أن الصحابي من طالت صحبته للرسول ﷺ ومجالسته على طريق التبع اختاره جماعة من أهل الأصول.
قوله [الأعيان] هم علية القوم وعين الشيء أفضله وأنفسه.
[وتابعيهم على الإحسان] التابعي: هو من أدرك الصحابي ولم يدرك النبي وقيل من لقي الصحابة مؤمناً بالنبي ﷺ ومات على الإسلام ومراد الناظم رحمه الله تعالى الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار؛ من المتأخرين من الصحابة فمن بعدهم إلى يوم القيامة، وحذوا حذوهم واقتدوا بهم وساروا على أثرهم مقتفين بالحسن من أفعالهم وأقوالهم.
قال الناظم رحمه الله تعالى:
٥- وبعد فالعلم بذي الفرائض من أفضل العلم بلا معارض
قوله: [وبعد] هي فصل الخطاب الذي أوتيه داود ﷺ كما قاله أبو موسى الأشعري والشعبي رحمه الله تعالى، وقال المحققون فصل الخطاب الفصل بين الحق والباطل واختلفوا في المبتدئ بكلمة أما بعد فقيل المبتدئ بها داود ﷺ ففي أثر أبي موسى الأشعري قال: أول من قال: أما بعد داود عليه السلام وهو فصل الخطاب، وقيل قس بن ساعدة الأيادي أو كعب بن لؤي أو يعرب بن قحطان أو سحبان فصيح العرب حيث قال شعراً:
لقد علم الحي اليمانون أني إذا قلت أما بعد أني خطيبها
وقال الشاعر:
جرى الخلف أما بعد من كان بادئاً بها عد أقولها وداود وأقرب
ويعقوب أيوب الصبور وآدم وقس وسحبان وكعب ويعرب
ويؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر وأتى بها الناظم رحمه الله تعالى تأسياً بالرسول ﷺ، فإنه كان يأتي بها في خطبه ونحوها كما يصح عنه بل رواها عنه اثنان وثلاثون صحابياً.
قوله [فالعلم] الفاء جواب بعد، ووهي لازمة له كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته:
أما كمهما يك من شيء وفا لتلو تلوها وجوباً ألفا
وقد جاء حذفها في الشعر كقول الحارث بن خالد المخزومي:
فأما القتال لا قتال لديكم ولكن سيراً في عراض المواكب
15