211

al-khaṣāʾiṣ

الخصائص

Publisher

الهيئة المصرية العامة للكتاب

Edition

الرابعة

وكان أبو علي ينشدنا١:
. .. فوق ست سمائيا
لقال " الأتائيا" كقوله "سمائيا ". فقد علمت بذلك شدة نفوره عن إقرار الهمزة العارضة في هذا الجمع مكسورة.
وإنما اشتد ذلك عليه ونبا عنه لأمر ليس موجودًا في واحد "سمائيا " الذي هو٢ سماء. وذلك أن في إتاوة واوًا ظاهرة، فكما أبدل غيره منها الواو مفتوحة في قوله " الأتاوى" كالعلاوى والهراوى؛ تنبيهًا على كون الواو ظاهرة في واحدة -أعني إتاوة- كوجودها في هراوة وعلاوة كذلك أبدل منها الواو في أتاو وإن كانت مكسورة شحًا على الدلالة على حال الواحد وليس كذلك قوله:
... فوق سبع سمائيا
ألا ترى أن لام واحده ليست واوًا في اللفظ فتراعى في تكسيره؛ كما روعيت في تكسير هراوة وعلاوة. فهذا فرق -كما تراه- واضح. نعم، وقد يلتزم الشاعر لإصلاح البيت ما تتجمع فيه أشياء مستكرهة لا شيئان اثنان: وذلك أكثر من أن يحاط به. فإذا كان كذلك لزم ما رمناه وصح به ما قدمناه.
فهذا طريق ما يجيء عليه؛ فقس ما يرد عليك به.

١ وذلك أن السماء السابعة هي "سماء الإله" ويريد بها العرش. وانظر الكتاب ٢/ ٥٩ والمرجع السابق.
٢ كذا في ش، ب وسقط "هو" في أ.
باب في الحمل عل أحسن الأقبحين
...
باب في الحمل ١ على أحسن الأقبحين:
اعلم أن هذا موضع من مواضع الضرورة المميلة ٢. وذلك أن تحضرك الحال ضرورتين لا بد من ارتكاب إحداهما فينبغي حينئذ أن تتحمل الأمر على أقربهما وأقلهما فحشًا.
وذلك كواو "ورنتل "٣ أنت فيها بين ضرورتين: إحداهما أن تدعي كونها أصلا في ذوات الأربعة غير مكررة والواو لا توجد في ذوات الأربعة إلا مع

١ هذه الترجمة في أشباه السيوطي ١/ ١٩٩.
٢ يقال ميل بين الأمرين: رجع بينهما. فقوله: المميلة -على صيغة المفعول- يريد المميل فيها والمرجح.
٣ هو الشر والأمر العظيم.

1 / 213