41

Al-Kāshif fī maʿrifat man lahu riwāya fī al-kutub al-sitta

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة

Editor

محمد عوامة وأحمد محمد نمر الخطيب

Publisher

دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن

Edition Number

الأولى

Publication Year

1413 AH

Publisher Location

جدة

ويبدو أن غالب استعمالاته لهذه الكلمة يكون للدلالة على أن كلمة التوثيق التي قيلت فيه من التوثيق الخفيف اليسير، فابن عدي قال في إبراهيم الاسلمي ١: ٢٢٢، ٢٢٦: " لم أجد له منكرا إلا عن شيوخ يحتملون، ولعله من قبل غيره، وهو من جملة من يكتب حديثه ".
وقال في الحسين بن زيد بن علي ٢: ٧٦٢: " أرجو أنه لا باس به إلا أني وجدت في بعض حديثه
النكرة ".
وقال في درست بن زياد ٣: ٧٦٢: " أرجو أنه لا باس به إلا أني وجدت في بعض حديثه النكرة ".
وقال في درست بن زياد ٣: ٩٦٩: " أرجو أنه لا باس به ".
ولفظ النسائي في الحجاج بن أبي زينب: " ليس بالقوي " كما في " الميزان " ٢
١٧٣٦)، و" تهذيب التهذيب " ٢: ٢٠١.
وقول شعبة في إسماعيل بن يعلى الثقفي: " اكتبوا عنه فانه شريف ".
وكلمة
شريف- من ألفاظ التعديل الخفيف، بل أرى الآن: أنها بمثابة قولهم: " مستور " على المعنى الذي تقدم الحديث عنه ص ٤٠، وكنت ذكرت بعض الشواهد على ذلك في دراسة " التقريب " ص ٧ تعليقا، ومنها كلمة شعبة هذه، وأزيد الآن: ما جاء في " الميزان " ٢
٣٦٦٠- وغيره: " قيل لابن المبارك: إن شبيب بن شيبة المنقري يدخل على الامراء! قال: حدثوا عنه، فانه أشرف من أن يكذب ".
وفي " سنن الترمذي " ٧: ٢٧٦
٢٦١٤): " سمعت قتيبة بن سعيد يقول: ما رأيت مثل هؤلاء الاشراف الاربعة: مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعباد بن عباد المهلبي، وعبد الوهاب الثفي ".
وفي التهذيبين ترجمة عثمان بن عاصم الاسدي، قال يعقوب بن سفيان: " حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبي حصين، أسدي، شريف، ثقة ثقة، كوفي ".
والشاهد من هذا: أن تمشية شعبة لحال إسماعيل الثقفي: من هذا القبيل.
هذا ما يتعلق بغالب قول الذهبي: مشاه فلان، وأنه يريد الاشارة إلى تعديل خفيف يسير قيل في الرجل، وقد يكون فيه مغمز يسير من جهة ضبطه، كقوله: مشاه النسائي، وإنما قال فيه: ليس بالقوي، وهذا " مشعر أنه غير حافظ " - انظر التعليق على
١٥٢- - فمثل هذا يقرب حاله من حال من يقول فيه ابن عدي: أرجو أنه اباس به.
لكن يبقى السؤال: لم قال فيه: مشاه النسائي، وفيه قول ابن معين: " ليس به باس "، وقول ابن عدي: " أرجوا أنه لا باس به فيما يرويه "، كما في التهذيبين؟.
وإنما إكرر القول بان هذا غالب استعمال الذهبي لهذه الكلمة: من أجل كلامه في عون بن أبي شداد: " ضعفه أبو داود في قول، ومشاه غيره "، ثم أفصح عن هذا الغير وقوله فقال: " وقال ابن معين: ثقة ".
وتوثيق ابن معين - وهو من المتشددين - لا يقال عنه: تمشيه.
إنما أفهم من قوله هنا " مشاه ": موقف الذهبي من توثيق ابن معين لهذا الرجل، وأنه - عند الذهبي - لا يغنيه ولا يفيده قوة، فهو في هذه الحال ميال لعدم توثيق الرجل.

1 / 44