48

Al-Istinbaatat wal-Fawaid As-Sa'diyah min As-Suwar wal-Aayat Al-Qur'aniyah

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Publisher

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Genres

الدرس ٢٣ قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦)﴾ [سورة النساء]. قال ﵀: هذا إخبار من الله بأن المؤمنين يقاتلون في سبيله، ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾؛ الذي هو الشيطان. في ضمن ذلك عدة فوائد منها: ١ - أنه بحسب إيمان العبد يكون جهاده في سبيل الله وإخلاصه ومتابعته، فالجهاد في سبيل الله مِنْ آثار الإيمان ومقتضياته ولوازمه، كما أن القتال في سبيل الطاغوت مِنْ شُعَب الكفر ومقتضياته. ٢ - أن الذي يقاتل في سبيل الله ينبغي له ويَحْسُن منه من الصبر والجَلَد ما لا يقوم به غيره، فإذا كان أولياء الشيطان يصبرون ويقاتلون وهم على باطل، فأهل الحق أولى بذلك؛ كما قال تعالى في هذا المعنى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾ الآية [النساء: ١٠٤]. ٣ - أن الذي يقاتل في سبيل الله معتمدًا على ركن وثيق، وهو الحق والتوكل على الله، فصاحب القوة والركن الوثيق يُطلب منه من الصبر والثبات والنشاط ما لا يُطلب ممن يقاتل عن الباطل الذي لا حقيقة له ولا

1 / 53