فوّض إليَّ عبدي فإذا قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ قال: هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل)) (١).
وروي مسلم في صحيحه عن عمران بن حصين: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الظهر ، فَجَعَلَ رَجُل يَقْرَأُ خَلْفَهُ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: (( أيُّكُمُ قَرَأ؟ أَوْ أَيُّكُمُ الْقَارِىءُ - فَقَالَ رَجُلٌ: أَنا. فَقَالَ: قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمُ خَالَجَنِيَهَا » رواه مسلم (٢). فهذا قد قرأ خلفه في صلاة الظهر ، ولم ينهه ولا غيره عن القراءة، لكن قال: «قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمُ خَالَجَنِيَهَا » أي نازعنيها. كما قال في الحديث الآخر: ((إني أقول مالي أنازع القرآن)) (٢).
وفي المسند (٤) عن ابن مسعود قال: كانوا يقرأون خلف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال: (( خلطتم عليّ القرآن)) فهذا كراهة منه لمن نازعه وخالجه ، وخلط عليه القرآن ، وهذا لا يكون ممن قرأ في نفسه بحيث لا يسمعه غيره ، وإنما يكون ممن أسمع غيره ، وهذا مكروه لما فيه من المنازعة لغيره ، لا لأجل كونه قارئاً
(١) أخرجه مسلم (٩/٢ -١٠) وأبو داود (٨١٩، ٨٢٠، ٨٢١) والترمذي (٢٩٥٣) وعبد الرزاق (٢٧٦٧ ، ٢٧٦٨) وبدون الحديث القدسي (٢٧٤٤) وابن ماجه (٨٣٨) والنسائي (٢ / ١٣٥ - ١٣٦) وابن خزيمة (٤٨٩) والبخاري في جزء القراءة (٧٢، ٧٣، ٧٤، ٧٨، ٧٩) والبيهقي في جزئه (٥٢ - ٨٦) والحميدى (٩٧٣، ٩٧٤) والبيهقي (٢ / ٣٨ - ٤٠، ١٦٧) والهمذاني في الاعتبار (ص١٠١) وأحمد في المسند (٢ / ٢٩٠، ٤٥٧، ٤٧٨) وشرح معاني الآثار (١ / ٢١٥، ٢١٦) ومالك في الموطأ (١ / ٨٤ - ٨٥) والبغوى في شرح السنة (٥٧٨) عن أبي هريرة رضى الله عنه.
(٢) في الصحيح (٢ / ١١ - ١٢) وأبو داود (٨٢٨، ٨٢٩) والنسائي (٢ - ١٤٠) والبيهقي (٢ / ١٦٢) وعبد الرزاق (٢٧٩٨) بلفظ ( مالي أنازعها)، (٢٧٩٩ ، ٢٨٠٠) باللفظ نفسه والبخاري في جزء القراءة (٨٨، ٩١، ٩٢، ٩٣، ٩٤، ١٠٠، ٢٦٠) وشرح معاني الآثار (١ / ٢٠٧) والحمیدی (٨٣٥).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) (١/ ٤٥١).