Al-Īmāʾ ilā zawāʾid al-Amālī waʾl-Ajzāʾ
الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء
Publisher
أضواء السلف
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genres
أَعجَبوني ورَاعُوني فقلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذا أخوكَ موسى ومَن مَعه مِن بَني إسرائيلَ، قلتُ: يا ربِّ أينَ أُمتي؟ قالَ: انظرْ عن يمينِكَ، فنظرتُ فإذا الظِّرابُ ظِرابُ مكةَ قد سدَّ وجوهَ الرجالِ، فقالَ: أرضيتَ يا محمدُ؟ قلتُ: ربِّ رضيتُ، قالَ: انظرْ عن يسارِكَ، فإذا الأفقُ قدْ سدَّ وجوهَ الرجالِ، فقالَ: أرضيتَ يا محمدُ؟ قلتُ: ربِّ رضيتُ، قالَ: فإنَّ مع هؤلاءِ سبعينَ ألفًا يدخُلون الجنةَ بغيرِ حسابٍ».
قالَ: فأنشأَ رجلٌ يُقالُ له عُكاشةُ بنُ مِحْصنٍ الأسديُّ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ أَن يَجعَلَني مِنهم، قالَ: «اللهمَّ اجعلْه مِنهم»، ثم قالَ رجلٌ آخرُ - يَعني فقالَ: ادعُ اللهَ أَن يجعَلَني مِنهم - قالَ: «سبقَكَ بها عُكاشةُ».
ثم قالَ النبيُّ ﷺ: «إِن استطعتُم بأَبي وأُمي أَن تَكونوا مِن السبعينَ، فإنْ عجزتُم وقصَّرتُم فكُونوا مِن أَصحابِ الظِّرابِ، فإنْ عجزتُم وقصَّرتُم فكونوا مِن أَصحابِ الأُفقِ، فإنِّي رأيتُ أُناسًا يتهاوَشونَه كثيرًا، قالَ: إنِّي لأَرجو أَن يكونَ مَن تَبعَني مِن أُمتي ربعَ أهلِ الجنةِ، فكبَّرَ القومُ، ثم قالَ: إنِّي لأَرجو أَن يَكونوا ثلثَ أهلِ الجنةِ، فكبَّرَ القومُ، ثم قالَ: أَرجو أَن يَكونوا شطْرَ أهلِ الجنةِ، فكبَّرَ القومُ»، ثم تَلا هذه الآيةَ: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ﴾ [الواقعة: ٣٩، ٤٠].
فتذاكَروا بينَهم مَن هؤلاءِ السبعون ألفًا؟ فقالَ بعضُهم: هم قومٌ وُلِدوا في الإسلامِ لم يعرِفوا غيرَهُ وماتُوا وهم عليهِ، حتى رُفعَ الحديثُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ فقالَ: «هم الذين لا يَكتَوونَ، ولا يَسْترقونَ، ولا يَتطيَّرونَ، وعلى ربِّهم يَتوكَّلونَ».
الغيلانيات (٩٢٦) حدثنا محمد بن غالب: حدثنا خلف بن موسى بن خلف قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زياد، عن عمران بن حصين، أن
4 / 527