105

Al-Imam Al-Biqai and His Methodology in Interpreting the Eloquence of the Quran

الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن

Genres

" وكان قرة عين لـ"فرعون" بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهرا مطهرا، ليس فيه شيءٌ من الخبث؛ لأنه قبضه عند إيمانه قبل أنْ يكتسب شيئًا من الآثام، والإسلام يجبُّ ما قبله، وجعله آية على عنايته ﷾ بمن شاء حتى لا يِيْأَسَ أحدٌ من رحمة الله ﷻ؛ فإنَّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. "
ألا تشق هذه المقالة صدر قائلها وتكشف عما في قلبه؟
أليست هذه صريحة في انّه ينكر ما جاء به القرآن الكريم والسنة الصحيحة من كفر فرعون وأنَّه من أصحاب النار؟
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) (هود:٩٦-٩٩)
ألم يقرأ صاحب فصوص الحكم قول الله ﷾ (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)؟ أليست هذه قاطعة بأنَّ فرعون يقدم قومه إلى نار جهنم؟
﴿فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا﴾ (المزمل:١٦)
إنَّ صاحب الفصوص يذهب إلى أبعد من هذا حين يرى أنَّ المجرمين في الدنيا يصلون في الآخرة إلى عين القرب من الله ﷾ وذلك عند حديثه عن قول الله ﷿:
﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ (مريم:٨٦)

1 / 105