231

Al-Imām al-Ashʿarī ḥayātuhu wa-aṭwāruhu al-ʿaqdiyya

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Publisher

دار الفضيلة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الرياض

Genres

من الإبانة، وإن لم يذكرها ضمن ما اسْتَدْرَكَهُ على ابن فورك بسبب أنه نقل نصوصًا منها فرآها كافية لإثباتها ولبيان معرفته بها، بل هذا النقل منها أقوى من مجرد ذكر عنوان الكتاب بأسلوب السرد الخالي من التفصيل.
ثالثًا: أن من المؤكدات القوية أيضًا على تأخر تأليف كتاب الإبانة قصة الأشعري مع البربهاري (^١) شيخ الحنابلة، وذلك أن الأشعري، لما قدم بغداد جاء إلى أبي محمد البربهاري، فجعل يقول: - رددت على الجبائي، رددت على المجوس، وعلى النصارى. فقال أبو محمد: لا أدري ما تقول! ولا نعرف إلا ما قاله الإمام أحمد. فخرج وصنف الإبانة، فلم يقبل منه (^٢). وهذه القصة دليل على تأخر كتاب الإبانة.

(^١) هو شيخ الحنابلة القدوة الإمام الحسن بن علي ابن خلف البربهاري، قال عنه ابن كثير: هو العالم الزاهد الفقيه، الحنبلي الواعظ وقد بلغ من زهده وورعه أنه تنزه عن ميراث أبيه وكان سبعين ألفًا لأمر كرهه. وكان شديدًا على أهل البدع والمعاصي. صحب المروزي وسهلًا التستري، توفي ﵀ سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. انظر المنتظم ١٤/ ١٤ والبداية والنهاية ١٥/ ١٣٧، وسير أعلام النبلاء ١٥/ ٩٠.
(^٢) انظر سير أعلام النبلاء ١٥/ ٩٠ وطبقات الحنابلة ٢/ ١٨، والوافي ١٢/ ٢٤٦، وتبيين كذب المفتري ٣٩٠، ٣٩١. وقد ضعف ابن عساكر هذه القصة حيث قال: وأدل دليل على بطلانها قوله: أنه لم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها، وهو بعد إذ صار إليها لم يفارقها ولا رحل عنها فإن بها كانت منيته وفيها قبره وتربته انظر التبيين ص ٣٩١ وقال الشيخ المحمود: إن ابن عساكر أنكر القصة ولم ينكر تأخر الإبانة انظر موقف ابن تيمية ١/ ٣٨٢. قلت: وهو الظاهر من كلامه والله أعلم.

1 / 238