108

Al-Imam Al-Ash'ari: His Life and Doctrinal Evolutions

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Publisher

دار الفضيلة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الرياض

Genres

والأخبار أثبته، ونبذت ما سواه ورائي ظهريًا» (^١) قلت: وهذا هو السبب الأول الذي أدى إلى تحول الأشعري عن الاعتزال عند بعض الباحثين، ومما لاشك فيه، أن الرؤى من الأمور التي أقرت بها الشريعة الإسلامية. حيث قال ﷺ: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات»، قالوا: وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة» (^٢). فالرسول ﷺ جعل الرؤيا من المبشرات، بل قد يرى المؤمن في منامه رؤيا تحثه على طاعة الله، ومن ذلك مثلًا ما أخرجه الإمام البخاري ﵀ (^٣) عن سالم بن عبد الله بن عمر (^٤)، عن أبيه

(^١) انظر تبيين كذب المفتري ص ٣٨ - ٣٩، وانظر طبقات الشافعية للسبكي ٣/ ٣٤٢. (^٢) أخرجه البخاري في كتاب التعبير باب المبشرات حديث رقم - ٦٩٩٠ - وأبو داود في سننه في كتاب الأدب باب: ما جاء في الرؤيا حديث رقم (٥٠١٧)، والنسائي في السنن الكبرى في التعبير باب الرؤيا حديث رقم (٧٦٣١)، ومالك في الموطأ في كتاب الرؤيا باب ما جاء في الرؤيا رقم (٩٥٦). (^٣) هو: إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي، مولاهم، أبو عبد الله، البخاري، ولد ﵀ في سنة أربع وتسعين ومائة، - رحل في طلب الحديث إلى سائر محدثي الأمصار، وسمع من عدد من الأعلام، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل، وصنف التصانيف، ومن أهمها الجامع الصحيح والتاريخ، وكان إمامًا حافظًا عالمًا ورعًا، وأثنى عليه أئمة علم الحديث، ذكر الذهبي في سيره جمعًا منهم، وحصلت له ﵀ محنة مع أمير بخارى، وتوفي ﵀ سنة ست وخمسين ومائتين وعاش اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يومًا. انظر سير أعلام النبلاء ١٢/ ٣٩١ - ٤٦٩ وتهذيب الكمال ٢٤/ ٤٣٠ - ٤٦٨. (^٤) هو: الإمام الزاهد، الحافظ، مفتي المدينة، أبو عبد الله، وأبو عمر، سالم بن عبد الله بن عمر، ابن الخطاب، القرشي العدوي، المدني، وأمه أم ولد، والده الصحابي الجليل عبد الله بن عمر، روى عن أبيه وعن عدد كبير من الصحابة، وهو من كبار التابعين، ويعتبر إسناده عن أبيه أقوى الأسانيد، قال أحمد وإسحاق: أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه، وكان والده يحبه ويجله، حتى كان يقول وهو يقبله: شيخ يقبل شيخًا، فلما لامه الناس بذلك أنشأ فقال: يلومونني في سالم وألومهم … وجلدة بين العين والأنف سالم توفي ﵀ في سنة ست ومائة. انظر سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٥٧ - ٤٦٧، وتهذيب الكمال ١٠/ ١٤٥ - ١٥٤.

1 / 115