عبد الله بن عباس:
هو، عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله ﷺ وابن أخت زوجه ميمونة بنتالحارث الهلالية أم المؤمنين. ولد قبل الهجرة بثلاث سنين على الأصح، وقبض رسول الله ﷺ، وهو ابن ثلاث عشرة سنة على أحد الأقوال.
في الصحيح أن النبي ﷺ ضمه إليه، وقال: "اللهم علمه الحكمة".
كان لابن عباس بحكم قرابته من النبي ﷺ، وصغر سنه اختلاط كثير مكنه من كثرة الرواية عنه. أضف إلى هذا ميله الطبيعي إلى تحصيل الحديث، وشغفه العظيم به مما وجه نظر النبي ﷺ إليه فسر به ودعا له. وقد ظهر لكل هذه العوامل آثارها في شخص هذا الصحابي الجليل، حتى أصبح ترجمان القرآن، وحبر الأمة وعد من المكثرين لرواية الحديث.
عاش ابن عباس بعد وفاة النبي ﷺ ثمانية وخمسين عاما هيأت له أسباب الأخذ، والتحمل عن كبار الصحابة وصغارهم، روى الدارمي في مسنده عن عبد الله بن عباس أنه قال: "لما قبض رسول الله ﷺ قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب النبي ﷺ فإنهم اليوم كثير. قال: واعجبا لك، أترى الناس يفتقرون إليك قال: فتركت ذلك الرجل، وأقبلت أسال فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل، فآتي بابه وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه يسفي الريح علي من التراب فيخرج فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ﷺ، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلي فآتيك فقال: لا، أنا أحق