134

Al-Hadith wal-Muhaddithun

الحديث والمحدثون

Edition Number

الأولى ١٣٧٨ هـ

Publication Year

١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية

Genres

أنس بن مالك:
هو، أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، الخزرجي النجاري، خادم رسول الله ﷺ ونزيل البصرة. جاءت به أم سليم إلى رسول الله ﷺ مقدمه المدينة، وقالت يا رسول الله: هذا غلام يخدمك، فقبله النبي ﷺ. فوجد أنس فيه أكبر العزاء عن والده، ونشأ في بيت النبوة، وشاهد ما لم يشاهده غيره، ووقف من أحوال النبي، وأفعاله على الشيء الكثير. وعاش بعد النبي ﷺ ثلاثة وثمانين عاما، فساعده ذلك على تلقي الكثير من الحديث عن رسول الله ﷺ، وعن الكبار من أصحابه بعده. كما أمكنه طول حياته من نشر الحديث بين الناس.
استقر بالبصرة بعد المدينة، وتصدر للرواية، وتخرج عليه كثير من أئمة الحديث من التابعين، أمثال الحسن وابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البناني وغيرهم.
روى لأنس ألف ومائتان وستة وثمانون حديثا "١٢٨٦" اتفق الشيخان منها على ائة وثمانية وستين. وانفرد البخاري بثلاثة وثمانين. ومسلم بأحد وسبعين.
وروى البخاري في تاريخه عن قتادة قال: لما مات أنس قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم قيل له كيف ذلك؟ قال كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث قلنا: تعال إلى من سمعه من النبي ﷺ.
وكانت وفاة أنس خارج البصرة على نحو فرسخ ونصف، ودفن في موضع يعرف بقصر أنس، والصحيح الذي عليه الجمهور أنه توفي سنة ثلاث وتسعين من الهجرة.

1 / 137