208

Habaik

الحبائك في أخبار الملائك

Investigator

محمد السعيد بن بسيوني زغلول

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1405 AH

Publisher Location

بيروت

Genres

الجهة، ولأن إبراهيم ﵇ كان رسولا إلى لوط فكان أفضل منه، وموسى كان رسولا إلى الأنبياء الذين كانوا في عسكره وكان أفضل منهم، فكذا هنا. الحجة السابعة: الملائكة أتقى من البشر، والأتقى أفضل، إنما قلنا إنهم أتقى لأنهم مبرءون عن الزلات وعن الميل إليها، لأن خوفهم دائم قال تعالى: (يَخافُونَ رَبَهُم مِن فَوقِهِم) النحل: ٥٠ وقال: (وَهُم مِن خِشيَتِهِ مُشفِقِونَ) الأنبياء: ٢٨ والخوف والإشفاق ينافيان العزم على المعصية، أما الأنبياء ﵈ فلم يخل أحد منهم عن شيء هو صغيرة أو ترك مندوب. قال ﵇:) ما مِنَّا أَحَدٌ إِلاّ عَصَى أَو هُم بِمَعصِيةٍ غَيرَ يَحيَى بِن زَكَرِيا (وإنما قلنا إن الأتقى أفضل، لقوله تعالى: (إِنّ أَكرَمُكُم عِندَ الله أَتقَاكُم) الحجرات: ١٣ فثبات الكرامة مقرونا بذكر التقوى يدل على أن تلك الكرامة معللة بالتقوى، فحيث كان التقوى أكثر وجب أن يكون كرامة الفضيلة أكثر، لا يقال: فهذا يقتضي أن يكون يحيى ﵇ أفضل من الأنبياء ومن محمد، لأنا نقول: هذه الصورة خصت بدلالة الإجماع فبقى الدليل حجة في سائر الصور. الحجة الثامنة: الأنبياء ﵈ ما استغفروا لأحد إلا وبدأوا بالإستغفار لأنفسهم، ثم بعد ذلك لغيرهم من المؤمنين قال آدم: (رَبَنَا ظَلَمنَا أَنفُسَنا) الأعراف: ٢٣ وقال نوح: (رَبِ اِغفِر لي وَلِوالِدي وَلِمَن دَخَلَ بَيتِيَ مُؤمِنًا) نوح: ٢٨ وقال إبراهيم: (رَبِّ هَب لِي حُكمًا وَأَلحِقني باِلصَالِحين) الشعراء: ٨٣ وقال موسى: (رَبِ اِغفر لِي وَلأَخي) الأعراف: ١٥١ وأما الملائكة فإنهم لم يستغفروا لأنفسهم ولكنهم طلبوا المغفرة للمؤمنين من البشر، قال تعالى حكاية عنهم:

1 / 217