167

Al-Fawākih al-shahiyya fī al-khuṭab al-minbariyya waʾl-khuṭab al-minbariyya ʿalā al-munāsabāt

الفواكه الشهية في الخطب المنبرية والخطب المنبرية على المناسبات

Publisher

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٢هـ - ١٩٩١م

Genres

الهدى والرحمة والفرقان، وفيه أنقذ الله العباد من الشقا والخسران. ليلة مباركة في كثرة خيراتها، مباركة في سعة فوائدها ومبراتها، من بركتها أنها تفوق ليالي الدهر، ليلة القدر خير من ألف شهر، ومن بركتها أن من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنوبه، ومن قامها محتسبا أصلح الله أحواله وستر عيوبه، ومن دعا الله فيها بقلب حاضر خالص أجابه وآتاه مطلوبه. قالت عائشة ﵂: «يا رسول الله: إن وافقت ليلة القدر فبم أدعو؟ قال: "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، فهكذا كانت حالة الصفوة الأخيار، ينافسون في هذه الليلة، ويلتجئون إلى الملك الغفار. أما يحق لك أيها المؤمن أن تجرد قلبك في هذه الليلة من جميع الأشغال، وأن تقبل بكليتك إلى طاعة ذي العظمة والجلال، وأن تعترف بذنوبك وفاقتك وافتقارك، وأن تتوسل إليه مخلصا في خضوعك وانكسارك؟ تقول: يا رب قد عظمت مني الذنوب، يا رب قد تكاثرت علي الخطايا والعيوب، يا رب أنا الفقير المعدم المضطر إليك، يا رب لا ملجأ لي منك إلا إليك، إن رددتني من يقبلني؟ وإن خيبتنى من يصلني؟ وإن حرمتني من يعطيني؟ وإن أبعدتني فمن الذي يقربني ويدنيني؟ لا رب لي غيرك، ولا إله لي سواك،

1 / 170