178

Al-Fawāʾid al-Rijāliyya

الفوائد الرجالية

Editor

محمد كاظم رحمان ستايش

Edition Number

الأولى

Publication Year

1424 - 1382ش

Genres

وفي صحيحة عبد الله بن سنان قال: قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) يجيئني القوم فيستمعون مني حديثكم، فأضجر ولا أقوى. قال: " فاقرأ عليهم من أوله حديثا ومن وسطه حديثا (1) ومن آخره حديثا " ولعل في عدوله (عليه السلام) إلى قراءة هذه الأحاديث مع العجز دلالة على أولويته على قراءة الراوي، وإلا لأمر بها؛ فتدبر.

فيقول الراوي حينئذ - في مقام روايته ذلك المسموع لغيره -: " سمعت فلانا " وهذه العبارة أعلى العبارات في تأديته المسموع؛ لدلالته نصا على السماع الذي هو أعلى طرق التحمل، ثم بعدها أن يقول: " حدثني " و " حدثنا "؛ لدلالتهما أيضا على قراءة الشيخ عليه، لكنهما يحتملان الإجازة والكتابة؛ لما عن بعض من إجازة الإخبار بهذه العبارة فيهما.

وعن بعض المحدثين أنه كان يقول: " حدثنا فلان " عند عدم استماعه واستماع أهل المدينة مريدا به ذلك التأويل.

وقيل: هما أعلى من الأولى ؛ لأنه ليس في " سمعت " دلالة على أن الشيخ روى له الحديث وخاطبه به، وفي " حدثنا " و " أخبرنا " دلالة على المخاطبة.

وفيه: أن هذه وإن كانت مزية إلا أن الخطب فيها أسهل من احتمال الإجازة والتدليس.

ثم بعدهما أن يقول: " أخبرنا "؛ لظهور الإخبار في القول، ولكن لمكان استعماله في الإجازة والمكاتبة كثيرا كان أدون.

ثم بعده " أنبأنا " و " نبأنا "؛ لغلبة هذه اللفظة في الإجازة.

وأما قول الراوي: " قال لنا " و " ذكر لنا " فهو من قبيل " حدثنا " فيكون أعلى من " أنبأنا "؛ فتدبر.

لكنه ينقص من " حدثنا "؛ لدلالته على كونه في مقام التحديث، ودلالة قوله:

Page 213