102

Al-Fawāʾid al-dhahabiyya min Siyar Aʿlām al-Nubalāʾ j. 2

الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ ٢

Publisher

دار الشريف للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

فما قال الشعر مع كثرته وجودته في قريش، وجريان قرائحهم به، وقد يقع شيء نادر في كلامه ﵇ موزونًا فما صار بذلك شاعرًا قط كقوله:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
وقوله:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
ومثل هذا قد يقع في كتب الفقه والطب وغير ذلك مما يقع اتفاقًا ولا يقصده المؤلف ولا يشعر به، أفيقول مسلم قط: إن قوله تعالى: ﴿وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ [سبأ: ١٣] هو بيت؟!
معاذ الله! وإنما صادف وزنًا في الجملة والله أعلم (١٤/ ١٩٠).
* * *
ابن الحداد
الإمام، شيخ المالكية، أبو عثمان، سعيد بن محمد صبيح بن الحداد المغربي، أحد المجتهدين، وكان بحرًا في الفروع ورأسًا في لسان العرب، بصيرًا بالسنن (١٤/ ٢٠٥).
قال ابن الحداد، دخلتُ يومًا على أبي العباس، فأجلسني معه في مكانه، وهو يقول لرجل: أليس المتعلم محتاجًا إلى المعلم أبدًا؟ فعرفت أنه يريد الطعن على الصديق في سؤاله عن فرض الجدة.
فبدرت وقلت: المتعلم قد يكون أعلم من المعلم وأفقه وأفضل لقوله ﵇: «رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» (١) ثم معلم الصغار القرآن يكبر أحدهم ثم يصير أعلم من المعلم.

(١) انظر السير (١٤/ ٢١١) تعليق (٢).

1 / 103