41

Al-fatāwā al-nāfiʿa li-ahl al-ʿaṣr wa-huwa mukhtaṣar fatāwā al-Imām Ibn Taymiyya al-khamsa waʾl-thalāthīn majalladan

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

Editor

حسين الجمل

Publisher

دار ابن الجوزي

Publication Year

1411 AH

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

والصحيح أن النهى من العباس إنما جاء عن الغسل فقط لا عن الوضوء، والتفريق بين الغسل والوضوء هو لهذا الوجه، فإن الغسل يشبه إزالة النجاسة، ولهذا يجب أن يغسل في الجنابة ما يجب أن يغسل من النجاسة، وحينئذ فصون هذه المياه المباركة من النجاسات متوجِّه، بخلاف صونها عن التراب ونحوه من الطاهرات. والله أعلم.

(١٦) سُئل شيخ الإسلام (٣٨٥/١٣ - ٣٨٨):

عن جندي نسخ بيده صحيح مسلم والبخاري والقرآن، وهو ناوٍ كتابة الحديث والقرآن العظيم. وإن سمع بورق أو أقلام اشترى بألف درهم وقال: أنا إن شاء الله أكتب في جميع هذا الورق أحاديث الرسول والقرآن، ويؤمّل آمالاً بعيدة، فهل يأثم أم لا؟ وأي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة؟ الزمخشري أم القرطبي أم البغوي أو غير هؤلاء؟

فأجاب:

الحمد لله. ليس عليه إثم فيما ينويه ويفعله من كتابة العلوم الشرعية فإن كتابة القرآن والأحاديث الصحيحة والتفاسير الموجودة الثابتة من أعظم القربات والطاعات.

وأما ((التفاسير)) التي في أيدي الناس فأصحها (( تفسير محمد بن جرير الطبري )) فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير، والكلبي، والتفاسير غير المأثورة بالأسانيد كثيرة، كتفسير عبد الرزاق، وعبد بن حميد، ووكيع، وابن أبي قتيبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

وأما (( التفاسير الثلاثة )) المسئول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة (( البغوي )) لكنه مختصر من (( تفسير الثعلبي )) وحذف منه

41