118

Al-āthār al-marwiyya ʿan aʾimma al-salaf fī al-ʿaqīda min khilāl kutub Ibn Abī al-Dunyā

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

Publisher

الجامعة الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

المبحث الأول: الآثار الواردة في خطورة البدع.
لما كان أمر الدين قائما على الاتباع، وسلوك سبيل السلف السابقين، والاستسلام لما جاء به النبي ﷺ من ربه، والحذر من إحداث شيء لم يكن عليه الصدر الأول من هذه الأمة، كما سبق بيانه في الفصل الأول، كان عكس ذلك وهو الإحداث في الدين، والابتداع فيه، من أخطر الأمور، وقد وردت نصوص كثيرة تحذر منه كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (^١)، وقال النبي ﷺ: "خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" (^٢)، وقد جاءت آثار كثيرة عن السلف بيّنوا فيها خطورة البدع والإحداث في الدين، ورد العديد منها في كتب ابن أبي الدنيا، ونظرا لكثرتها، فقد قسمتها على مطالب، أظهرت في كل مطلب معنى من المعاني التي لوحظت في بيان خطورة البدع.

(^١) سورة الأنعام، الآية (١٥٣).
(^٢) أخرجه مسلم (٢/ ٥٩٢) رقم (٨٦٧).

1 / 122