157

Al-Anwār al-Nuʿmāniyya fīʾl-daʿwa al-rabbāniyya

الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

Publisher

مطبعة السلام

Edition Number

الأولي

Publication Year

٢٠١١ م

Publisher Location

ميت غمر

Genres

وقال تعالى: ﴿قَالُوَاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنّهُ حَمِيدٌ مّجِيدٌ﴾ (١).
- السياسي نهاية فكره محلي لا يتجاوز بلده، فممكن أن نقول وزير مصري .. وزير أردني، وليس وزير عالمي مشغول بإصلاح أحوال الناس ي بلده، وفي كل العالم ٠٠ أما الداعي: أول فكره وجهده للعالم، فلا نقول داعي مصري أو سعودي ولكن عالمي مثل: الرسول ﷺ وصحابته الكرام ﵃.
- السياسي يحتاج إلي قوة فكرية وعلمية واقتصادية وعشائرية، حتي يؤثر في مركز الثقل، حتي يستطيع قضاء حاجاته، وحاجات الناس٠٠ أما الداعي لا يحتاج إلي الأسباب المادية، فحتى لو كان أعمي أو فقير أو عبد مثل: بلال وعمار وصهيب، يستطيع القيام بهذا الجهد المبارك.
- لا يمكن توحيد فكر السياسة في العالم، فكل واحد يتفكر حسب أحواله وأسبابه وبلده، ولكن الداعي عالمي الفكر والجهد والأسلوب، والهم والدعاء والغاية.
- الأحوال المخالفة تضعف شخصية السياسي وربما يفقد منصبه ٠٠ أما الداعي فالأحوال المخالفة تقوي شخصيته وتربيه.
- السياسي تفرض عليه شخصيته السياسة بالرد والنقد وإظهار العيوب ٠٠ أما الداعي ليس عنده الرد والنقد، ولكن عنده الترغيب والدعوة.
- السياسي يتكلم عن المخلوق أكثر مما يتكلم عن الخالق، ويتكلم عن الدنيا أكثر مما يتكلم عن الآخرة، ويتكلم عن الأسباب أكثر مما يتكلم عن الأعمال ٠٠ والداعي يتكلم عن الخالق ويتكلم عن الآخرة، ويستحي أن يذكر المخلوق والأسباب المادية والدنيا.

(١) سورة هود - الآية ٧٣.

1 / 157