74

Al-Akhlāq al-zakiyya fī ādāb al-ṭālib al-marḍiyya

الأخلاق الزكية في آداب الطالب المرضية

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition

الثالثة

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Publisher Location

الرياض

Genres

كمل عقله وساد أهل زمانه».
والذي يدل على فضيلة هذا الإشفاق قوله ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ [المؤمنون: ٦٠] أي أنهم يؤتون الطاعات وهم على وجل عظيم من قبولها، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧] وقال تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ﴾ [الطور: ٢٦].
وقد وصف الله تعالى الملائكة ﵈ مع تقدسهم عن الذنوب ومواظبتهم على العبادات بِالدَّؤُوبِ على الإشفاق فقال تعالى مُخْبرًا عنهم: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٠] ﴿وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء: ٢٨]
فمتى زال الإشفاق والحذر غلب الأمن من مكر الله، وذلك يوجب الكبر، وهو سبب الهلاك، فالكبر دليل الأمن والأمن مهلك، والتواضع دليل الخوف، وهو مسعد.
فإذن ما يفسده العباد بإضمار الكبر واحتقار

1 / 80