Al-Ahadith Al-Waridah Fi Fada'il Al-Sahabah
الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة
Publisher
عمادة البحث العلمي،الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،وزارة التعليم العالي
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٧ هـ
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
عمادة البحث العلمي
رقم الإصدار (٨٦)
الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة
رضوان الله تعالى عليهم جميعًا
في الكتب التسعة، ومسندى أبي بكر البزار، وأبي يعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبي القاسم الطبراني
جمع ودراسة
كتبها
د. سعود بن عيد بن عمير الصاعدي
عضو هئية التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
غفر الله له ولوالديه
المجلد الأول
المقدمة - ما ورد في فضائل البدريين
الطبعة الأولى
١٤٢٧ - هـ
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري
وكن لي مساندًا ومؤازرًا، وإنه لا حول ولا قوَّة إلا بك
1 / 2
الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم جميعًا
في الكتب التسعة ومسندي أبي بكر البزر، وأبي يعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبي القاسم الطبراني
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة معالي مدير الجامعة الإسلامية
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أشرف ما تتجه إليه الهمم العالية هو طلب العلم، والبحث والنظر فيه، وتنقيح مسائله، وسلوك طريقه، لأنّ ذلك هو الذي يوصل إلى السعادة كما قال الرسول ﷺ: "من سلك طريقًا يلتمس به علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة".
وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر من الآية: ٢٨].
وأول ما بدئ به رسول الله ﷺ هو وحى الله إليه بالعلم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)﴾ [العلق: ١ - ٥].
وقال تعالى يخاطبه: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد من الآية: ١٩].
وقال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (١١٤)﴾ [طه من الآية: ١١٤].
وما قامت به الحياة السعيدة في الحياة الدنيا والآخرة إلا بالعلم النافع.
ولذا كان التعليم هو الهدف الأعظم لمؤسّس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز ﵀، ولأبنائه كذلك من بعده، ففى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بلغت مسيرة التّعليم مستوى
1 / 5
عاليًا وازدهر التّعليم العالي وارتقت الجامعات، ومن هذه الجامعات العملاقة، الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النّبويّة، فهي صرح شامخ، يشرف بأن يكون إحدى المؤسّسات العلميّة والثّقافية، التي تعمل على هدى الشّريعة الإسلاميّة، وتقوم بتنفيذ السّياسة التّعليميّة بتوفير التّعليم الجامعيّ والدّراسات العليا، والنّهوض بالبحث العلمي والقيام بالتّأليف والتّرجة والنّشر، وخدمة المجتمع في نطاق اختصاصها.
ومن هنا، فعمادة البحث العلمي بالجامعة تضطلع بنشر البحوث العلمية، ضمن واجباتها، إلى تمثل جانبًا هامًّا من جوانب رسالة الجامعة ألا وهو النّهوض بالبحث العلمي والقيام بالتّأليف والتّرجة والنّشر.
ومن ذلك الكتاب: " [الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة - رضى الله عنهم - في الكتب التسعة، ومسندي أبى بكر البزار، وأبى يعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبى القاسم الطبراني] جمع ودراسة: سعود بن عيد بن عمير الجربوعى الصاعدي.
نفع الله بذلك ونسأله سبحانه أن يرزقنا العلم النّافع والعمل الصّالح، وصلّى الله وسلّم وبارك على عبده ورسوله محمَّد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
معالي مدير الجامعة الإسلاميّة
د/ صالح بن عبد الله العبود
1 / 6
المقدمة
1 / 7
الحمدُ لله يخلق ما يشاء ويختار اختيارا، خلق الإنسان وأوسعه جودًا وإكراما، وفضله على كثير من المخلوقات عدلا واقتدارا، قال جل من قائل تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (^١)، وفاضل بين بني آدم فجعلهم رتبا وأقدارا، قال جل من قائل عليما: ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾ (^٢)، وجعل رسله وأنبياءه أفضلهم درجة وارتقاء، وفاضل بينهم بحكمته انتخابًا وانتقاء، قال ﵎: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ (^٣). وصلى الله، وسلم على نبينا محمد، صلاةً وسلامًا تستمد الشمس ظاهر سناهما، ويستعير المسك عاطر شذاهما، أسمى الأنبياء درجة وأكثرهم أتباعا، وأفضلهم وأشرفهم أصحابا، هدى الله من تقدم من الأمة بخُبره، ومن تأخر بخَبره، ميمون النقيبة، مبارك الصحبة، عدّ الله - تعالى - أصحابه أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل استخلاصًا واصطفاء، قال - تعالى -: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ (^٤)، وقال: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
_________
(^١) الآية: (٧٠)، من سورة: الإسراء.
(^٢) الآية: (٢١)، من السورة المتقدمة نفسها.
(^٣) من الآية: (٢٥٣)، من سورة: البقرة.
(^٤) من الآية: (٣٢)، من سورة: فاطر.
1 / 9
عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (^١)، وفاضل بحكمته بينهم منوهًا ومشيدا، فقال جل من قائل خبيرا: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (^٢) ... أما بعد:
فيقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود الهذلي - رضى الله عنه - (^٣): (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد ﷺ خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه) اهـ.
وقال - مرة - (^٤): (لا يقلدنّ أحدكم دينه رجلًا فإن آمن آمن، وإن كفر كفر. وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت؛ فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة) اهـ.
_________
(^١) من الآية: (١١٠)، من سورة: آل عمران.
(^٢) من الآية: (١٠)، من سورة: الحديد.
(^٣) هذا مختصر من أثر رواه جماعة، منهم: الإمام أحمد (٦/ ٨٤) ورقمه / ٣٦٠٠ عن أبى بكر عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود به ... وهذا إسناد حسن؛ فيه عاصم (وهو: ابن أبى النجود) حسن الحديث (انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد ٦/ ٣٢٠ - ٣٢١، وتهذيب الكمال ١٣/ ٤٧٣ ت / ٣٠٠٢). وأبو بكر في الإسناد هو: ابن عياش.
(^٤) رواه جماعة منهم: الطبراني في معجمه الكبير (٩/ ١٥٢) ورقمه/ ٨٧٦٤ - واللفظ له -، واللالكائى في شرح أصول الاعتقاد (١/ ٩٣) ورقمه/ ١٣٠ بسنديهما عن أبى الأحوص (واسمه: عوف بن مالك)، واللالكائي - مرة اخرى - (ورقمه/ ١٣١) بسنده =
1 / 10
وقال - مرة - (^١): (من كان مُستنًا فليستن بمن قد مات؛ فإن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة. أولئك أصحاب محمد ﷺ كانوا خير هذه الأمة، وأبرها قلوبًا، وأقلها تكلفًا. قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ، وإقامة دينه. فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم) اهـ.
وقال ابن عباس - رضى الله عنهما - (^٢): (أصحاب محمد ﷺ كانوا على أحسن طريقة، وأقصد هداية. معدن العلم، وكنز الايمان، وجُند الرحمن) ا هـ.
_________
= عن مسروق، وابن حزم في الأحكام (٦/ ٢٥٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١١٦) بسنديهما عن عبدة بن أبى لبابة، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٩٤٧) ورقمه / ١٨١٠ بسنده عن قتادة، جميعًا عن ابن مسعود به. وهو صحيح عن ابن مسعود، ذكره الهيثمى في مجمع الزوائد (١/ ١٨٠) عن الطبراني، ثم قال: (ورجاله رجال الصحيح) اهـ.
(^١) ذكره عنه جماعة كثيرة من أهل العلم كالبغوى في تفسيره (٢/ ٥٠٤)، وشيخ الإسلام (كما في: مجموع الفتاوى ٣/ ١٢٦)، وابن القيم في إغاثة اللهفان (١/ ١٥٩).
ورواه: أبو نعيم في الحلية (١/ ٣٠٥) بسنده عن عمر بن نبهان عن الحسن عن ابن عمر به، بنحوه. وعمر بن نبهان ضعيف (انظر: المجروحين ٢/ ٩٠، وتهذيب الكمال ٢/ ٥١٥ ت / ٤٣١٣). والحسن هو: البصرى، لم يسمع ابن عمر (انظر: جامع التحصيل ص / ١٦٣). والأشبه أن نحوه من قول الحسن نفسه، رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ٩٤٦) ورقمه / ١٨٠٧ بسنده عنه به.
(^٢) ذكره عنه: البغوى في تفسيره (٢/ ٥٠٤).
1 / 11
فهؤلاء الصحابة الكرام ﵃ وأرضاهم - هم أعظم من حقق توحيد الله، والإيمان به، والجهاد في سبيله، والاصلاح في الأرض بعد الأنبياء والمرسلين، قاموا بذلك علمًا، وعملًا، واعتقادًا، وهم الصفوة المختارة، وخير هذه الأمة بعد نبيها ﷺ، وأعلمهم به وبدينه، وأجداهم وأنفعهم للدين، اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ، فاقتدوا به، واهتدوا بهديه، واستنوا بسنته، وكان لهم من الإيمان واليقين ما لا يشركهم فيه أحد عقبهم (^١)، ومن الفضل والشرف ما لا يعدله شيء، ولا مطمع فيه لمن جاء بعدهم، (أجمعوا حميعًا على محبة الله ﷿، ومحبة رسوله ﷺ وعلى المعاونة على نصرته، والسمع والطاعة له على العسر واليسر، والمنشط والمكره، لا تأخذهم في الله لومة لائم) (^٢)، رضيهم الله لنصرة نبيه ﷺ، وإقامة دينه، (فأعزوا دين الله ﷿، وأذلوا أعداء الله ﷿، وسنوا للمُسلِمين السنن الشريفة، وكانوا بركة على جميع الأمة) (^٣)، ووصفهم الله في كتابه بأبهج وصف، ونعتهم بأبهى نعت، فهم ليوث الشرى، وغيوث الندى، ومصابيح الدجى، وغيظ العدى، يبتغون فضلًا من الله ورضوانا، أدوا عن رسول الله ﷺ ما أدى إليهم، ومضوا على منهاجه، اتبعوا كتاب الله ﷿، وسنة
_________
(^١) وانظر: منهاج السنة (٦/ ٢٢٣)، والاعتصام للشاطبي (٢/ ٢٥٢).
(^٢) الشريعة للآجري (٤/ ١٦٣٣).
(^٣) المصدر المتقدم (٤/ ١٦٣٧).
1 / 12
نبيه ﷺ، قوم سموا إلى المكارم والمفاخر، وارتقوا في ذرى المجد، ذووا آثار رفيعة، ومعالي سامقة، ومواضع نفيسة، وأعراض نقية، وفضائل شريفة (^١)، ومناقب جليلة في كتاب الله ﷿، وفي سنة نبيه ﷺ، وفي أقوال بعضهم في بعض، وفي أقوال التابعن، ومن تبعهم بإحسان ... وهذه النصوص الدالة على فضائلهم العالية، ومناقبهم الشريفة دائمة لهم، ومستمرة في حقهم، ليست خاصة بوقت دون وقت، أو زمان دون زمان (^٢).
_________
(^١) والفضائل: جمع فضيلة، وهى الخصلة الجميلة إلى يحصل لصاحبها بسببها شرف، وعلو منزلة إما عند الحق، وإما عند الخلق. والثاني لا عبرة به إلا إن أوصل إلى الأول. عن القرطبي (كما في: الفتح ٧/ ٤١).
(^٢) قالِ الله - تعالى - في سورة الفتح، الآية (١٨): ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾، وقالَ في سَورَة التَوبة، الآية (١٠٠): ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، فهولاء الأصحاب أخبرنا الله ﷿ أنه علم ما في قلوبهم، وأنزل السكينة عليهم، ورضي عنهم، والرضى من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى، ومن ﵁ لم يسخط عليه أبدا، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم، ولا الشك فيهم البتة. وقد بين في آية التوبة أنه رضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان، ولم يرض عن التابعين إلا أن يتبعوهم بإحسان، وكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، لا يدخل النار لتعذيب، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه، وعمله الصالح فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء والمدح عليه، فلو علم أنه يتعقب ذلك ما يسخط الرب. لم يكن من أهل ذلك. وقد وعدهم سكنى الجنة، خالدين فيها أبدا ﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾ [من الآية: (٢٠)، من سورة: الزمر]. ولقد خاب، وخسر من ردَ حكمَ ربه ﷿، ووعده. - نظر: الفصل لابن حزم (٤/ ٢٢٥ - ٢٢٦)، والصارم المسلول =
1 / 13
وما ورد، وتقرّر لهم من هذه الفضائل العالية المنيفة، الدالة على وجوب محبتهم وإكرامهم، وتقديرهم وإجلالهم على لسان النبي ﷺ له أهميته الثمينة، ومكانته الجليلة، وقد اهتمّ به علماء السلف من وقت مبكر، وألّفوا فيه؛ فرواية فضائلهم، ونشرها من هديهم، وأمارة بارزة من أماراتهم، ومنارة نيّرة من أصول دينهم واعتقاداتهم. وهذه الأحاديث الواردة في فضائلهم كثيرة جدًّا، متفرقة في المصنفات الحديثية على اختلاف أنواعها، وأحجامها، والمطبوع منها، وغير المطبوع؛ ولذلك يصعب حصرها، ولم ينظم شملها كتاب لأحد من أهل العلم (^١)، ولم يحص عددها، ولم يعرف حدها.
_________
= لشيخ الإسلام (٣/ ١٠٦٧ - ١٠٦٩)، والرياض النضرة للمحب الطبرى (١/ ٦)، والفوائد لابن القيم (ص / ٣٥ - ٣٦).
(^١) قال شيخ الإسلام (كما في: مجموع الفتاوى ٤/ ٤٣٠) - وقد ذكر بعض الأحاديث في فضائل الصحابة -: (... وهذه الأحاديث مستفيضة، بل متواترة في فضائل الصحابة، والثناء عليهم، وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون، فالقدح فيهم قدح في القرآن، والسنة) اهـ. وقال في منهاج النبوة (٨/ ٢٥١) - وقد ذكر فضائل الصحابة أيضًا -: (دلّت عليها تلك النصوص الكثيرة المتواترة)، وانظر: الوصية الكبرى له (ص / ١٠٢). وقال ابن القيم في الكبائر (ص / ٤٠٣): (وأما مناقب الصحابة وفضائلهم فأكثر من أن تذكر) اهـ. وقال السخاوى في فتح المغيث (٤/ ١١٩) - وقد ذكر بعض المؤلفات في فضائل المحابة -: (والتأليف في هذا الباب لا انتهاء له) اهـ، يشير - في الأظهر - إلى كثرة الأحاديث في ذلك، وصعوبة حصرها في مؤلف واحد. وقال الأمام محمد بن عبد الوهاب في رسالته في الرد على الرافضة (ص / ٢٦ - ٢٧): (وقد تواتر عنه ﷺ ما يدل على وجوب تعظيمهم، وإكرامهم). وقال الشوكافي في قطر الولي =
1 / 14
وقد جمع بعض المتقدمين، والمتأخرين منها نزرًا يسيرًا، وغيضًا من فيض، مما وقعت لهم رواياته، أو وصل إليهم بأسانيده ومتونه، ولم يقصدوا الاستيعاب والاستقصاء، وقد أوردوا ذلك دون جمع ودراسة اختلاف ناقليه، والمختار في درجاته تبيينًا وتعليلًا، على وجه كافٍ، وشاف. ولم تخدم عند المتأخرين - فيما أرى - الخدمة الحديثية اللائقة بها، والمحتاجة إليها. ولم يتصد للمطبوع من كتب فضائل الصّحابة - فيما يبدو - أحد من المختصين في علم الحديث الشريف، ولم يُبيّن في الغالب من أحاديثها الثابت، وما لم يثبت، ولم تورد فيها الأحاديث ذوات المعاني المتعددة، أو الواحدة في فضائلهم على وجه العموم، أو على وجه الخصوص إيرادًا واحدًا. وهى جهود كلها مشكورة، وأحسب أنها أعمال مبرورة، قام بها جماعة من أهل العلم والمشتغلين به على حسب أغواضهم
_________
= (ص/ ٢٩٤) - وقد ذكر الصحابة، رضى الله عنهم -: (الذين لهم المزايا التي لا يحيط بها حصر، ولا يحصيها حدّ، ولا عدّ) اهـ. ويقول الشيخ حافظ حكمي في سلم الوصول: (وذكرهم لي سنة المختار قد سار سير الشمس في الأقطار)، وقال في شرحه (معارج القبول بشرح سلم الوصول ٣/ ١١٩٦ - ١٢٠٤): ("وذكرهم" بالمناقب الجمة، والفضائل الكثيرة "في سنة المختار" محمد ﷺ عمومًا، وخصوصًا، من الأحاديث الصحاح وَالحسان "قد سار" انتشر وأعلن "سير الشمس في الأقطار" تمثيلا لشهرة فضائلهم، ووضوحها، لا تحصيها الأسفار الكبار) اهـ. وقال المزى في تهذيب الكمال (١٥/ ٢٨٤) في ترجمة أبى بكر - رضى الله عنه -: (ومناقبه، وفضائله كثيرة جدًا، مدوّنة في كتب العلماء) اهـ، وقال الإدريسى في إتحاف ذوي التشوّق (١/ ١٣٢) - وقد ذكر فضائل أبى بكر -: (قد جاء في فضله، ومناقبه ما لا يحصى).
1 / 15
ومقاصدهم، ورصفوا بها الطريق لمن جاء بعدهم، وسلك مسلكهم، والله المسؤول أن يجزيهم عن الأمّة خيرًا وأن يتقبل منهم أعمالهم.
ولمّا رأيت أنه لم ينظم شملها، ولم يجمع شتاتها، ولم يدرس أسانيدها ومتوفا دراسةً حديثية علمية أحدٌ من أهل العلم بالحديث عقدت عزمي، وأبرمت أمري، وصرفت عنايتي إلى التعمق في البحث عنها، والإمعان في الفحص والتفتيش في المظان وغيرها، والنظر في أسانيدها، ومتونها، ودراستها على وفق منهج علمى دقيق مطرد، وترتيبها ترتيبًا حسنًا، وتقسيمها تقسيمًا أصيلًا؛ وما ذلك إلا لإرادة حصرها - حسب الاستطاعة -، وليكون الكلام عليها سالمًا علميًا، ومطردًا منهجيًا، وأثرها ناميًا، وتمرتها ناضجة دانية، ومطلبها سلسًا، ويأخذها الطالب من كثب.
ولكن لكثرة هذه الأحاديث، وأعدادها الجمة ولتحديد مدد الرسائل العلمية الجامعية بأزمان وقتية ابتداء وانتهاء رأيت أن أقتصر على الأحاديث الواردة في هذا المعنى في المصنفات الحديثية المشهورة، التي عليها - في الغالب - مدار حديث رسول الله ﷺ، وأكثرها تداولًا، ونظرًا: الكتب التسعة، ومسندي أبي بكر البزار، وابي يعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة (الكبير، والأوسط، والصغير) لأبي القاسم الطبراني.
فطالعتها، وناظرتها، وأخذت ما فيها على وجه الاستيعاب، والاستقصاء، ودرستها، وخرجتها، ورتبتها على وفق خطة علمية، ومنهج مؤصل - سيأتي تفصيلهما إن شاء الله تعالى -، وأرجو أن أكون وصلت بهما إلى حد معقول، يصلح به العمل، غير متجاوز في ذلك، ولا مقصر.
1 / 16
وأسأل المولى - جل ثناؤه - أن يهيء لي أسباب التوفيق، وطرق الرشاد، وله الحمد، والمنة، هو صاحب العون، والفضل في الأول والآخر، بلغت نعمه، وآلاؤه، وأتت من وراء ما ترنوا إليه الأبصار، وتتطلع إليه الآمال.
(دواعي اختيار الكتابة في هذا الباب)
الدواعي التي حثتني، وهيأتني للكتابة في هذا الموضوع الجليل بعد مشيئة الله ﷿ عدّة ... وأهمها:
أولًا: أني أحب إلهي، وديني، ورسولي ﷺ. وكذا أحب من صحبوا رسول الله ﷺ، وأخذوا عنه، وبلغوا رسالته من بعده، وأتولاهم جميعًا (^١)، وآخذ بسيرتهم وطريقتهم، وأسير على سبيلهم ونهجهم، وأترحم عليهم؛ لأن (حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة) (^٢)، وأعرف لهم حبهم لله، ولرسوله ﷺ، وحب الله ورسوله ﷺ لهم، وعظيم مكانتهم في الدين، وبصيرتهم فيه، وقوقم على الدعوة إليه، وتقواهم، وبراءتهم مما يُطعن عليهم به ... فهم غرس من غرس
_________
(^١) السعيد من تولى جملتهم، ولم يفرق بين أحد منهم، واهتدى بهديهم، وتمسك بحبلهم. والشقي من تعرض للخوض فيما شجر بينهم، واقتحم خطر التفريق بينهم، وأتبع نفسه هواها في سب أحد منهم. فلله الحمد، والمنة أن أعاذنا من ذلك، ونسأله دوام نعمته، وتمامها - آمين -. عن المحب الطبري في الرياض النضرة (١/ ٣٣).
(^٢) من كلام الإمام أحمد، كما في: طبقات الحنابلة (١/ ٣٠).
1 / 17
يده ﷺ، وسهم من كنانته، ورمح في قلوب أعدائه، كأنما نجلتهم أبوة، ونتقتهم أمومة ﵃ جميعًا -، وجمعني بهم، وسائر المُسلِمين في جنة الخلد، ودار الكرامة.
* ثانيًا: أن في جمع هذه الأحاديث، ودراستها ذبًّا عن حمى الإسلام، وعقيدة السلف الصالح، وحماية لجانب الإيمان والتوحيد، ودفاعًا عن سنة النبي ﷺ، وحفظًا لحقوقه، ولحقوق أصحابه، وإلجامًا بالحق المبين، والحيجة البالغة على من استظهروا بالفرقة على الجماعة، واستبدلوا الغواية من الهداية، فاستطالوا على مراتب الصحابة السنية، ودرجاتهم الرفيعة، وتعدوا على أعراضهم المصونة الشريفة، وفضائلهم العالية النفيسة، واتخذوا منهم - أو من بعضهم، جاعات أو أفرادًا - دريّة لرماحهم، وغرضًا لسهامهم، يهْلِك على ذلك الهرم الكبير، ويستنهج سبيله الناشئ الصغير، أو المنحرف الغرير (^١) - وقانا الله اتباع الهوى، وسلوك سبيل الردى -.
_________
(^١) يقول أبو محمد اليمني في عقائد الثلاث والسبعين فرقة (١/ ٩٥ - ٩٦): (... طعنوا عليهم بأقوالهم، وأعمالهم، ودونوها دواوين، وعملوا فيها الأشعار ... ولهم في ذلك ما يطول شرحه، والله يجازيهم عليه. وعملوا فيهم - أيضًا - الأخبار المبتدعة، وتأولوا فيهم التأويلات الباردة، وندبوا إلى التدين بها، والخلاف لما سواها، وجعلوا ذلك تقربًا إلى الله - تعالى -، وهي بخلافه) اهـ ... وفعل الرافضة، ومن حذا حذوهم في محاربة الدين، وناقليه من أصحاب رسول الله ﷺ من أسبابه: قلة فقههم في دين الله ﷿، وإعراضهم عن الكتاب والسنة - علمًا، وعملًا، واعتقادًا -، وتقليد علماء السوء، واتباع ما يوحيه الشيطان ويلقيه في قلوبهم الخربة، ويزخرفه ويزينه لعقولهم =
1 / 18
وقد عقد الخطيب البغدادي ﵀ في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (^١) فصلًا في أدب إملاء فضائل الصحابة ومناقبهم، والنشر لمحاسن أعمالهم وسوابقهم، قال فيه: (إن الله - تعالى - اختار لنبيه أعوانا، جعلهم أفضل الخلق وأقواهم إيمانا، وشد بهم أزر الدين، وأظهر بهم كلمة المؤمنين، وأوجب لهم الثواب الجزيل، وألزم أهل الملة ذكرهم بالجميل. فخالفت الرافضة أمر الله فيهم، وعمدت لمحو مآثرهم ومساعيهم، وأظهرت البراءة منهم، وتدينت بالسب لهم، ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ (^٢)، كما رام ذلك المتقدمون من أشباههم، ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (^٣)، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (^٤). فلزم الناقلين للأخبار، والمتخصصين بحمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام، وإظهار
_________
= الفاسدة، فناصبوا أصحاب رسول الله ﷺ العداء، وأعرضوا عن محبتهم وموالاتهم، وأقبلوا على موالاة الشيطان، واستكانوا إلى ما يوحيه إليهم ... وقد روى مسلم في صحيحه (٤/ ٢٠٣١ - ٢٠٣٢) ورقمه / ٢٦٣٨ من طريقي أبي صالح السمان، ويزيد الأصم، كلاهما عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: (الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) - وهذا لفظ يزيد الأصم -.
(^١) (٢/ ١١٧ - ١١٩).
(^٢) من الآية الثامنة، من سورة: الصف.
(^٣) من الآية الثامنة، من سورة الصف.
(^٤) من الآية: (٢٢٧)، من سورة: الشعراء.
1 / 19
مترلتهم ومحلهم من الإسلام عند ظهور هذا الأمر العظيم، والخطب الجسيم، واستعلاء الحائدين عن سلوك الطريق المستقيم؛ ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢)﴾ (^١» اهـ.
وقال شيخ الإسلام (^٢): (إذا ظهر مبتدع يقدح فيهم بالباطل فلا بد من الذب عنهم، وذكر ما يبطل حجته بعلم، وعدل) ا هـ. وقال السيوطي في شرح سنن ابن ماجه (^٣) عند ما يروى من حديث جابر عن النبي ﷺ قال: (إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله) ما نصه: (قوله: "إذا لعن" الخ المراد منه: أهل الباطل من الروافض، والخوارج، وغيرهم. أي: من أدرك هذا الزمان فعليه إظهار مناقب الصحابة، وفضائلهم) اهـ ... ونحن في زمن فيه للخوارج أعناق مشرئبة، وصولة وجولة، وللرافضة كثرة عدد وشوكة، وطعنهم في الصحابة استغلوا فيه جميع القنوات المتاحة. والخوارج أول سيف سُلّ على المسلمين سيفهم. والرافضة أجهل الجماعات، وأكذب الناس في النقليات، وأجهلهم في العقليات، وقد دخل منهم، ومن الخوارج على الدين من الفساد ما لا يعلمه إلا رب العباد (^٤).
_________
(^١) من الآية: (٤٢)، من سورة: الأنفال.
(^٢) منهاج السنة (٦/ ٢٥٤).
(^٣) (ص/ ٢٣)، والحديث سيأتي برقم/ ١٢٧. وانظر الأحاديث/ ١٢٣ - ١٢٦.
(^٤) انظر: مختصر منهاج السنة للذهبي (ص/ ٢٠ - ٢١).
1 / 20
* ثالثًا: أن في الإطلاع على سير الصحابة ﵃، والتفتيش عن أخبارهم، والتأمل في أحوالهم أسبابًا قوية، وعرى متينة لمعرفة مكانتهم وفضلهم، وإيمانهم وصدقهم، وعلمهم وجهادهم، وعملهم ودعوتهم، وشريف منزلتهم من الدين على بصيرة وعلم، تقوى به الحجج، وتنوّر به البصائر، ويتقرب به إلى الله ﷿، ويعرف به خيرهم الماتع، وفضلهم الواسع على الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان ... ومن أعظم الوسائل، وأقوى الأسباب، وأوضح الدلائل المعينة على ذلك من أخبارهم الحميدة، وسيرهم العاطرة: معرفة ما ورد من ذلك عن النبي ﷺ في فضائلهم ومناقبهم الدائمة لهم، المقصورة عليهم، المؤكدة على سمو مكانتهم، ورفعة رتبتهم. قال شيح الإسلام (^١): (وأما الخلفاء والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان والإسلام، والقرآن والعلم، والمعارف والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة، الذين بلغوا الدين، وجاهدوا في سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله فللصحابة ﵃ عليه فضل إلى يوم القيامة، وكل خير فيه الشيعة، وغيرهم فهو ببركة الصحابة. وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهم كانوا أقوَم بكل خير في الدين والدنيا من سائر الصحابة) اهـ.
_________
(^١) منهاج السنة (٦/ ٣٧٦).
1 / 21
* رابعًا: أن المؤلفات في هذا الباب قليلة، وأن ما وصلنا من المؤلفات المسندة فإن أحاديثها، ومن وردت فيهم من أصحاب رسول الله ﷺ قليل - أيضا -.
* خامسًا: أن أكثر المؤلفات في هذا الموضوع - على قلتها - لم يصل إلينا - فيما أعلم، وعلى حسب ما اطلعت عليه عند من كتب عن هذه المؤلفات، وجمع أسماءها (^١)، وإذا وصلت إلينا في يوم ما - وعسى أن يكون قريبًا - فوصولها لا بد أن يكون إلى النظر محتاجًا، وإلى التخريج مفتقرًا؛ لتتسنى الاستفادة منها، ومعرفة درجات أحاديثها.
* سادسًا: أنه لم يطبع من المؤلفات التي وصلت إلينا - في حدّ علمي - إلّا القليل، ولم تخدم الخدمة الحديثية العلمية المحتاجة إليها، ويُستثني منها كتاب: فضائل الصحابة للإمام أحمد - رحمه الله تعالى -، فقد بذل محققه فيه جهدًا مشكورًا، مع ما يعترى أي عمل بشري من قصور، وخلل ... مع التنبيه على أنه أوسع مؤلف في جمع الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة قبل بحثي هذا، فيه: (٤٣٧) أربع مئة وسبعة وثلاثون
_________
(^١) انظر: مقدمة د. محمد راضي لمعرفة الصحابة لأبي نعيم (١/ ٧٥ وما بعدها) حيث ذكر أحد عشر كتابًا في فضائل الصحابة، أشار إلى وجود ثلاثة منها، طبع منها: اثنان. ومقدمة وصي الله بن محمد عباس لفضائل الصحابة للإمام أحمد (١/ ١٧ وما بعدها) حيث ذكر مثل ما ذكر د. محمد راضي، وأحال خمسة منها إلى كتابي: تأريخ التراث العربي، وتأريخ الأدب العربي - أو أحدهما - منها أربعة كتب مطبوعة.
1 / 22