Al-Adhkar by An-Nawawi
الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
Investigator
عبد القادر الأرنؤوط ﵀
Publisher
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
Publisher Location
بيروت - لبنان
Genres
ورويناه في كتاب ابن السني عن أبي المُلَيْح عن أبيه، وأبوه صحابي اسمه أُسامة على الصحيح المشهور، وقيل فيه أقوال أُخَر، وكِلا الروايتين صحيحة متصلة، فإن الرجل المجهول في رواية أبي داود صحابي، والصحابة ﵃ كلُّهم عدولٌ لا تضرُّ الجَهَالةُ بأعيانهم.
وأما قوله تَعَس، فقيل معناه: هلك، وقيل سقط، وقيل عثر، وقيل لزمه الشرّ، وهو بكسر العين وفتحها، والفتح أشهر، ولم يذكر الجوهري في " صحاحه " غيره.
(بابُ بيانِ أنه يُستحبُّ لكبير البلد إذا مات الوالي أن يخطب الناس ويعظُهم ويأمُرهم بالصبرِ والثباتِ على ما كانوا عليه)
٩٣١ - روينا في الحديث الصحيح المشهور في خطبة أبي بكر الصديق ﵁ يوم وفاة النبيّ ﷺ وقوله ﵁: " مَنْ كان يعبدُ محمّدًا، فإنَّ محمّدًا قد ماتَ، ومَنْ كانَ يعبدُ الله، فإنَّ اللَّه حيٌّ لا يموت " (١) .
٩٣٢ - وروينا في " الصحيحين " عن جرير بن عبد الله أنه يوم ماتَ المغيرةُ بن شعبة وكان أميرًا على البصرة والكوفة قام جريرٌ فحمِد الله تعالى وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء الله (٢) وحدَه لا شريكَ له، والوقارَ والسكينةَ حتى يأتيَكم أميرٌ فإنما يأتيكم الآن.
(بابُ دُعاءِ الإِنسانِ لمن صَنَعَ معروفًا إليه أو إلى النَّاسِ كلِّهم أو بعضِهم، والثناءِ عليه وتحريضه على ذلك)
٩٣٣ - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن عبد الله بن عباس ﵄ قال: " أتى النبيُّ ﷺ الخلاءَ، فوضعتُ له وَضوءًا، فلما خرج قال: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فأُخبر.
قال: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ " زاد البخاري " فَقِّهْهُ في الدِّينِ " (٣) .
٩٣٤ - وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي قتادة ﵁ في حديثه الطويل العظيم المشتمل على معجزاتٍ متعدّداتٍ لرسول الله ﷺ قال: " فبينا رسولُ الله ﷺ يسيرُ حتى ابهارّ الليل وأنا إلى جنبه، فنَعَس رسولُ الله ﷺ، فمالَ عن راحلته، فأتيتُه فدعَّمتُه من غير أن أُوقظَه حتى اعتدل على راحلته، ثم سارَ حتى تهوَّر الليلُ مال عن راحلته،
(١) رواه البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي عنهما.
(٢) أي: الزموا تقوى الله تعالى.
(٣) رواه أحمد والطبراني بلفظ: " اللهم فَقِّهْهُ في الدِّينِ وعلمه التأويل " وهو حديث صحيح.
(*)
1 / 309